وفى محاولة للتعرف على المراحل المختلفة لتلك الصناعة، قامت "اليوم السابع" بجولة فى العاصمة السويدية ستوكهولم، حيث تغطى الغابات ما يزيد على 60% من المساحة، والتى توفر أشجارها المادة الخام الرئيسية لصناعة الورق المقوى، ورصدت عدسة "اليوم السابع" حرص الشركات السويدية على حماية البيئة والحفاظ على استدامة الموارد، إذ يتم زراعة 4 شجيرات مقابل كل شجرة يتم اقتلاعها فى موسم الحصاد.
كانت الخطوة الأولى بزيارة مصنع شركة "بيللردكورشناس" الذى ينتج 730 ألف طن سنويا من الورق المصنوع من الخشب، والمورد الرئيسى لشركة "تتراباك" العالمية المتخصصة فى مجال تعبئة المواد الغذائية، وسجلت الشركة أرباحا تقدر بحوالى 2.6 مليار كرونة سويدية (حوالى 318.8 مليون دولار) مبيعات الشركة 22 مليار كرونة سويدية (أى ما يعادل2.7 مليار دولار) منها 25% فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقدم مسئولون بالشركة عرضا حول أهمية الغابات للحياة على كوكب الأرض والبشر والشركات التى تعتمد عليها كمصدر لصناعاتها، كما تطرقوا إلى الإدارة المستدامة للغابات من خلال شهادات معتمدة وملصقات على عبوات المنتجات النهائية، وأخيرا إعادة تصنيع ألياف الأشجار القيمة التى دخلت فى صناعة الكارتون الذى تنتجه الشركة.
وأوضح أن الغابات تشكل حوالى ثلث سطح كوكب الأرض، وموطنا لحوالى 300 مليون شخص ويستخدمها البشر فى التغذية والتدفئة وصناعة الأدوية، مشيرا إلى أن "تيتراباك" لا تمتلك الغابات التى تحصل منها على ألياف الأخشاب التى تدخل فى الصناعة لكنها تحرص على إدراة الغابات بشكل رشيد بالتعاون مع الموردين ومنظمات المجتمع المدنى.
وتمتلك الحكومة السويدية نسبة لا تتعدى 20% من مساحات الغابات، فى حين يمتلك صغار المزارعين حوالى 50%، وتستحوذ شركات القطاع الخاص على النسبة المتبقية التى تستخدمها لأغراض التصنيع المختلفة.
وتعد الغابات موردا مهما من مصادر الدخل القومى، إذ يتم استخدام أشجار الغابات فى 3 أغراض أساسية، فالجزء العريض أسفل الشجرة يستخدم فى توفير الأخشاب لصناعة الأثاث ومواد البناء والسلالم والأرضيات وحتى الأطباق. ويستخدم السويديون أغصان أشجار الغابات وأفرعها فى أغراض التدفئة، فى بلدهم التى تكسوها الثلوج البيضاء الناصعة نصف العام تقريبا.
وتستخدم الشركات الجزء الذى يقع فى منتصف الشجرة، فى الحصول على لب الورق الذى يدخل بدوره فى صناعة الورق اللازم لإنتاج عبوات حفظ العصائر ومنتجات الألبان وغيرها من المواد الغذائية.
وتتمسك "تتراباك" باعتبارها عضوا فى مجلس رعاية الغابات FSC على الممارسات الجيدة فى إدارة الغابات، فضلا عن توثيق كافة مصادر الورق المقوى على عبواتها. وفى عام 2015، أنتجت الشركة حوالى 54 مليار عبوة تحمل علامة FSC. وتكفى كل شجرة لإنتاج ورق مقوى يكفى لتصنيع 1500 عبوة بحجم لتر.
مجلس رعاية الغابات هو جهة مستقلة غير حكومية، غير هادفة للربح تم تأسيسها لتعزيز الإدارة المسئولة للغابات حول العالم، من خلال وضع معايير وضوابط وضمانات للعلامات التجارية وخدمات الاعتماد للشركات والمنظمات المهتمة بإدارة مسئولة للغابات.
ويتم اعتماد العبوات التى تحمل علامة FSC بشكل مستقل بما يضمن للمستهلكين أنها تأتى من الغابات التى تدار بطريقة تلبى الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للأجيال الحالية والمستقبلية.
وردا على سؤال حول مدى اهتمام المستهلك بالعلامات التى تدل على الالتزام البيئة، أكد المسئولين بشركة تتراباك إن هناك زيادة ملحوظة فى عدد الشركات التى تبيع عبوات تتراباك التى تحمل علامة FSC.
ونجحت الشركة فى زيادة معدل انتشار العبوات التى تحمل تلك العلامة من 2.2% إلى 6.7% فى العام الماضى، وذلك نتيجة اهتمام المصنعين بتلبية طلبات المستلكين فى الحصول على عبوات مستدامة.
وقالوا إن وعى المستهلكين فى المنطقة يتزايد بشكل تدريجي بالقضايا البيئية، مما جعل الشركات بحاجة إلى علامة واضحة على عبواتها للتعبير عن التزامها نحو البيئة بطريقة مباشرة. وأضافو أن شعار FSC أصبح متعارفا عليه من قبل المستهلكين على نطاق واسع، مما يمكنهم من اختيار العلامات التجارية الملتزمة بالإدارة المستدامة للغابات.
وفى المحطة الثانية بعد زيارة المصنع، تجولت "اليوم السابع" فى إحدى غابات العاصمة السويدية ستوكهولم، ورصدت كيف يتم الحصاد وقطع الأشجار وتقسيم خشب الشجرة الواحدة إلى 3 أقسام كل منها مخصص لأحد الأغراض التى تم ذكرها، وكذلك التزام المزارعين بغرس 4 شجيرات مقابل كل شجرة يتم قطعها.
ثم انتقلت كاميرا "اليوم السابع" إلى منطقة قريبة على بعد أمتار من موقع الحصاد، حيث يتم زراعة الشجيرات الجديدة والتى يقدر عمرها بحوالى 18 شهرا، وذلك بعد إنباتها فى حضانات مخصصة لهذا الغرض.
موضوعات متعلقة..
- بالصور.. "اليوم السابع" ترصد جمال غابات السويد ومصدر ثرواتها.. استخدامها فى صناعة الأثاث والورق والتدفئة.. المزارعون يغرسون 4 شجيرات مقابل كل واحدة مستهلكة.. ويستخدمون معدات حصاد بـ5 مليارات جنيه
- واشنطن بوست: اللغة العربية أصبحت اللغة الثانية فى السويد بفضل المهاجرين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة