أكرم القصاص

حريق الرويعى و«فعل فاعل»

الأربعاء، 11 مايو 2016 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نتوقع كلاما كثيرا عن غياب الأمن الصناعى، وأى استعدادات لمواجهة الحرائق فى سوق الرويعى بالعتبة، الذى اشتعلت النار فيه وأتت عليه وعلى مخازن بضاعة قدرت بـ40 مليونا وزيادة. هناك كلام متناثر عن فعل فاعل، أو ماس كهربائى وتسود نظريات غامضة، خاصة وقد تزامن مع 50 بلاغا عن حرائق بأماكن متفرقة. مع ملاحظة وجود رياح. لكن الأهم أن احتمالات الحرائق واردة طوال الوقت، وأيًا ما كان السبب فإن أى شخص يعرف هذه العقارات والفروشات، يدرك أنه لا توجد أى فرصة لإنقاذ هذه البضائع ولا غيرها، وليس الأمر فى الرويعى فقط، نذكر حريق سوق غزة قبل سنوات، ظلت النار مشتعلة ليومين أيضا والتهمت أطنانا من الموكيت والسجاد والبضائع. وقبل أيام وفى نفس المنطقة وقع حريق فى صيدناوى التهم عدة مفروشات. وقبلها سوق التونسى، وفى كل سوق تتكدس فيه بضائع كلها قابلة للاشتعال.

قبل حوالى عشر سنوات شبت عدة حرائق فى شبرا، ومصر الجديدة ومدينة نصر، وجرى حديث عن الأمن الصناعى، واتضح أنه خال تماما من أى أدوات إطفاء وأهمية ذلك وأغلق الملف كالعادة. واليوم ونحن نتحدث عن حريق الرويعى، لا توجد استعدادات للمواجهة، وطبيعى أن الحريق يأكل كل ما يقابله من البضاعة وأغلبها بلاستيك وفوم وبوليستر، وتنر ومواد قابلة للاشتعال.

القاعدة أن تشتعل هذه الأسواق، والاستثناء أن تنجو من أى كارثة. سنعرف أن الأمن الصناعى والجهات المختصة والحى لا يتابعون ويتغاضون عن أدوات الأمان. ضمن تواطؤ وإهمال يبدو مستعصيا على الحل، ثم إن حجم وطريقة التكدس واستغلال كل متر يجعل من الصعب- إن لم يستحيل - أن تصل المطافى أو يتحرك رجال الإطفاء والإنقاذ.

والنتيجة خسائر بعشرات الملايين، وخراب بيوت لعدد كبير من الباعة والتجار، مع ملاحظة أن كثيرين من الباعة الجائلين خارج نطاق التأمينات أو أى ضمان، وهو أيضا من عجائب النظام الاقتصادى والتجارى والاجتماعى، والاقتصاد غير الرسمى. وهؤلاء بالطبع يصعب تعويضهم طالما ليس لديهم أوراق، وهم أيضا وغالبا لا يسددون ضرائب أو لديهم سجلات تثبت نشاطهم.

سيلقى كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر، الجهات الرسمية أو الحى أو الأمن الصناعى يتهمون المواطنين، وهؤلاء يتهمون الحكومة، والحقيقة أن مسؤولية الرقابة والأمن الصناعى أنها لا تطبق القانون.. القانون هذا الاسم الغائب عن الكثير من المعاملات، وتغييبه، أحد أهم أسباب كل مصائبنا.

الاستثناءات والإهمال والفساد مثل الإرهاب، وإذا كان البعض يشير إلى فعل فاعل فى الحريق، مهما كان الفعل، لو كانت هناك أدوات إطفاء وممرات ما كانت الخسائر بهذا الحجم، فالإهمال فاعل يفوق كل فاعل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة