صبرى الديب

أسقطوا الجنسية عن عائلة (عوفديا)

الجمعة، 13 مايو 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتقد أن قرار مجلس الوزراء الذى فى 17 يناير الماضى، بإسقاط الجنسية المصرية عن المواطنة (دينا محمد على المصرى) جاء منقوصا، وأن القرار الذى جاء استنادا لالتحاقها بالخدمة العسكرية بدولة أجنبية، دون الحصول على ترخيص سابق من وزير الدفاع، كان يجب أن يشمل كامل عائلتها التى هاجرت إلى إسرائيل منذ 12 عاما، وأنه لولا الضجة الكاذبة التى أثارتها (دينا) التى التحقت بجيش الاحتلال الإسرائيلى، لظلت تحمل الجنسية المصرية، مثل كامل عائلتها، ومنهم شقيقتها (سيما) التى التحقت أيضا بالجيش الإسرائيلى ومازالت تحمل الجنسية المصرية.

ولعل الكارثة فى أمر الفتاة التى غيرت اسمها إلى (دينا عوفديا) أنها ظلت تحتفظ بالجنسية المصرية لسنوات، على الرغم من التحاقها بالجيش الإسرائيلى منذ سنوات، دون أن تتنبه أى من الجهات المصرية لذلك، سوى بعد أن بدأت الفتاة خلال الشهور الأخيرة فى اختلاق قصص وأساطير عن ويلات كاذبة تعرضت لها فى مصر، وتصدر صورها لأكبر المواقع والصحف الإسرائيلية، والحفاوة البالغة التى حظيت بها من ساسة إسرائيل، لدرجة أنهم جعلوا منها (أيقونة للكفاح) فى ذكرى عيد الفصح الماضى، وأشاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلى، وأقام المتحدث الرسمى باسم جيش الاحتلال احتفالا تقديرا لجهودها، وهو ما لفت أنظار الحكومة المصرية إليها، فقررت إسقاط الجنسية عنها.

وفى محاولة لتشوية صورة مصر، زعمت الفتاة، أنها وأسرتها قد اضطروا إلى ترك مصر لتعرضهم للاضطهاد الدينى، لدرجة أن الموقع الرسمى للجيش الإسرائيلى شبهها بـ(السندريلا) اليهودية التى عاشت طفولة معذبة وسط مجتمع مسلم مارس ضدها اضطهادا دينيا (على الرغم أنها أكدت فى روايتها، أنها لم تكن تعرف لها ديانة، سوى قبل مغادرة مصر بيومين).

وادعت الفتاة فى روايتها (المختلقة) أنها كانت تعيش حياة صعبة مليئة بالعادات المجتمعية الصارمة فى مصر، وأنه فرض عليها ارتداء ملابس معينة أثناء طفولتها، وأنها لم تكن تستطيع الحديث بحرية مع الآخرين، ولم تكن تعرف لها أو لوالديها ديانة، وأنها كانت تظن أن والدها من المسيحيين العلمانيين، وأنها كانت تسأل نفسها دائما عن السبب فى إجبارها على تعلم وحفظ القرآن وارتداء حجاب الرأس فى طفولتها، مؤكدة أنها تشتت بين الأديان، وأنها وجدت لوما شديدا من والدتها عندما ذهبت للصلاة فى المسجد ذات مرة، وفى الكنيسة مرة أخرى، مؤكدة أن والدتها عنفتها وحذرتها من اعتناق أى دين.

وتحدثت دينا عن موقف خيالى، قالت ـ إنه كان بمثابة نقطة تحول فى حياتها ـ حيث ادعت اقتحام عدد من السلفيين المتشددين لمنزلهم بالإسكندرية وإطلاق الرصاص فى الهواء لإرهابهم، وطالبوهم بالرحيل لأنهم مختلفين عنهم عقائديا، مؤكدة أنها وأسرتها أدركوا فى تلك اللحظات أنه لا مكان لهم فى مصر، وأن عليهم أن يذهبوا إلى إسرائيل.

ثم عادت دينا لتكذب نفسها فى جملتين متتاليتين فقالت: (كنا جميعا متحمسين لفكرة الرحيل عن مصر) ثم عادت وقالت (ولكنى بدأت فى البكاء لأنى كنت أرفض الذهاب لإسرائيل، وكنت أود العيش فى مصر، لأننى خلال دراستى بالمدرسة الابتدائية تعلمت كراهية اليهود والإسرائيليين) ثم استكملت قائلة: (إلا أن والدى وجدى أكدا لى أن المجتمع هنا يكره كل من له علاقة باليهودية، وحين ذلك أدركت أننى يهودية، وأنه لا مكان لى فى هذه البلد، وأنه علينا المغادرة).

وتضيف دينا: حينما جئنا إلى تل أبيب شعرت بالخوف، إلا أن ابتسامات الناس فى وجهى أدخل السرور إلى قلبى رغم أننى لم أكن أفهم لغتهم، ومع مرور الوقت شعرت براحة عندما أصبح لى أصدقاء، وتعلمت العبرية بعد أن استقرت أسرتى فى القدس، وانضممت للمدرسة الدينية هناك، وعرف اليهود، وتغيرت فكرتى عن الجيش الإسرائيلى، والتحقت به بعد انتهاء المدرسة الثانوية، حيث أعمل الآن مع الناطق باسم الجيش الإسرائيلى، مع شقيقتى (سيما) التى لحقت بى فى خدمة جيش الدفاع.

وأؤكد أن أكاذيب (دينا) التى نشرها الموقع الرسمى لجيش الاحتلال تهدف عن عمد إلى تشوية صورة مصر، وأن قرار مجلس الوزراء المصرى الذى حمل رقم (1) لسنة 2016 كان يجب أن يشمل إسقاط الجنسية المصرية عن كامل عائلة (عوفديا) بمن فيهم (سيما) التى مازالت تحمل الجنسية المصرية، رغم التحاقها بالجيش الإسرائيلى.

للأسف إن هناك عشرات النماذج على ذات شاكلة (دينا) يجب أن تسقط عنهم الجنسية المصرية مازالوا يعيشون داخل إسرائيل، إلا إنه (لا معلومات) لدى الحكومة عنهم، ومن العبث أن تكون (الصدفة) وحدها هى من تسوقنا إلى مثل هذه النماذج، خاصة أن القضية تتعلق بالأمن القومى المصرى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة