من بين التفسيرات الجارية عن حرائق الرويعى والغورية وبعض مناطق القاهرة، أن هذه الحرائق متعمدة لتنفيذ خطط نقل الأسواق الشعبية والصناعات اليدوية والمدابغ إلى أسواق أحدث لكنها أبعد، قد يصعب الوصول إليها، المحافظة ترد بأن الطرق الجديدة والمترو تجعل هذه المناطق ضمن نطاق القاهرة، والعاصمة الإدارية الجديدة تضمن وجود طرق ومواصلات.
من سنوات محافظة القاهرة تعيد النظر فى المحلات والمخازن غير المرخصة بالعتبة والباعة الجائلين بمنطقة العتبة، وقال بعضهم إن حى وسط القاهرة يضم العديد من المهن التى لها علاقة بالأقمشة والأخشاب، ونقلها إلى أماكن بديلة ضرورة، منعا لحدوث كارثة جديدة، الحديث عن 31 شياخة، فى حى وسط تمثل كل منها مهنة، تشمل الأزهر وخان الخليلى والنحاسين والقماشين، والسروجية والخيامية والبطانية، ودرب السعادة والمناصرة ودرب البرابرة، والحمزاوى والغورية، وعبدالعزيز والبياضية والعشماوى، هناك تفكير فى نقلها إلى القاهرة الجديدة، مع الأخذ فى الاعتبار أن بعض المهن انقرضت أو تراجعت، وهى ضمن القاهرة الإسلامية الفاطمية والمملوكية، تضم مع المنازل الأسبلة الأثرية ومئات المحلات فى شوارع أثرية ضيقة للغاية، يصعب السيطرة عليها فى حالة حدوث حريق أو تلافى حدوثها، والهدف حماية السكان وأصحاب المحلات من أى كارثة محتملة، وإنقاذ المنطقة وإدخالها فى الخريطة الأثرية.
هناك وجهتا نظر، الأولى أن ترك هذه المناطق فى ظل انهيار البنية الأساسية يدمرها ويدمر الآثار، ويقضى على إمكانية تطويرها، ويساهم فى انهيار الآثار، والرأى الآخر يعبر عن مخاوف من أن يكون الهدف النهائى إخلاء هذه المناطق وتحويلها إلى مولات واستثمارات، مع إشارة إلى مثلث ماسبيرو الذى يختلف عن شكل ومضمون القاهرة التاريخية.
وما زالت معركة نقل سوق روض الفرج الشهيرة، عندما تم بناء سوق العبور ورفض التجار الانتقال ورفعوا دعاوى أمام مجلس الدولة صدر لصالحهم حكم بالبقاء، ثمن حكم آخر بالنقل، وحدث أن تم نقل سوق الجملة بالجيزة إلى 6 أكتوبر، هناك مقاومة للنقل إلى مكان جديد والرفض من أصحاب المصانع والورش يرفضون لبعد المسافة، والرد أنهم مع الوقت يتأقلموا فى مجتمعات جديدة، خاصة أن الأسواق التقليدية لم تعد بحكم الزمن صالحة، وهناك بالفعل تحذيرات كثيرة من خبراء العمارة والمحليات والدفاع المدنى بخلو هذه الأسواق من أى إمكانات حضارية، فضلا عن زحف العشوائيات على الوكالات والمعالم الأثرية، فى القاهرة التاريخية التى جرى إنفاق مليارات عليها، عادت بعضها تحت ضغط العشوائية، ولم يبق غير شارع المعز الذى كاد يضيع خلال السنوات الأخيرة، وهو نموذج يمكن تعميمه، وأصبحت مكتظة تحتاج إلى ترميم وإنقاذ من انهيار محتمل.
الحل هو إعلان الخطط بوضوح لإنهاء أى شكوك، والتأكيد على أن الهدف حماية وليس «بيزنيس».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة