أعلن الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا وأبوقرقاص للأقباط الأرثوذكس، تعرض كنيسة العذراء بقرية الإسماعيلية البحرية، التى تبعد 6 كيلومترات شمال مدينة المنيا، فى الثانية من صباح الخميس، لهجوم من بعض المتطرفين، الذين أشعلوا النار فيها التى أتت على آخرها.
وقال الأنبا مكاريوس فى بيان له: إنّ هذه الكنيسة مقامة فى مكان مؤقت عبارة عن خيمة كبيرة يصلى فيها الأقباط، ويعقدون جميع اجتماعاتهم منذ أكثر من عام، وذلك بمعرفة الجهات الأمنية والمسؤولين المحليين وحراسة إخوتنا المسلمين، ويخدمها كاهن مخصص لها هو القس يوناثان عادل، حتى تسمح الجهات الأمنية بفتح الكنيسة، التى بنيت فى سنة 2009، ولا تزال مغلقة حتى الآن.
وأكد الأنبا مكاريوس أن أقباط تلك القرية ومسلميها يعيشون فى سلام ومحبة، مؤكدا على ضرورة احتواء تلك الأزما.
هكذا عبر هذا الأسقف الحكيم عن عمق الأزمة، سكان القرية الآمنين مسلمين ومسيحيين يعيشون فى سلام، ولكن هناك من يريد أن يصيد فى ماء المؤامرة العكر، ويحاول أن يضيف لهموم الوطن هموما جديدة، ولكن الأنبا مكاريوس كما كان موقفه الحكيم فى 13 و14 أغسطس 2013 هكذا يكون موقفه الآن، ويوجه رسالة إلى الجماعات الإرهابية: «أخوتنا المسلمين يحرسوننا»، لكن أصحاب المؤامرة فى الداخل يحاولون زعزعة الاستقرار بكل السبل، تارة بالعمليات الإرهابية فى سيناء وحلوان وأخرى بالحرائق، وثالثة بالشائعات، ولكننا أبدا لن نلين، ولن نسقط ما دام يوجد مثل هذا الأسقف الحكيم.
على الجانب الآخر، هناك من يعملون فى صمت من أجل دفع الوطن إلى الأمام فى حقول القمح فى الفرافرة أو فى مئات المشروعات، التى تسير بخطى ثابتة إلى الأمام، ولا ننسى ناظر محطة سمالوط، الرجل الذى كاد يدفع حياته دفعا عن الوطن، فقير لا يملك شقة، ولكنه يعرف معنى الإنسانية، ويدرك الوطنية المصرية، واحد من ملايين العمال المنسيين، الذين لا يعرف الإعلام عنهم شيئا، أمثال حضرة الناظر كثيرون بل ملايين، لا نجدهم على الفيس ولا فى المظاهرات الاحتجاجية، هذا الرجل ناظر محطة سمالوط بالمنيا، الذى اكتشف وجود حريق بإحدى عربات قطار محمل بالسولار، فسارع بحل الرباط الحديدى بين العربة المحترقة وبقية عربات القطار المحملة بالسولار، وأبعدها بعيدا، فأنقذ مدينة سمالوط من كارثة لا يعلم مداها إلا الله.
أحمد فضل رفاعى.. الافت للنظر أن مسؤولا واحدا لم يفكر فى زيارته أو علاجه على نفقة المحافظة أو الدولة، بطولة هذا الرجل المصرى البطل الشهم الذى لم تنشر قصته سوى صحيفة واحدة، ولم تفكر بعدها ولا فضائية واحدة فى مناقشة عمله البطولى، وإبراز وطنيته التى كاد أن يدفع ثمنها حياته.
تذكروا واذكروا أسماء الأنبا مكاريوس أسقف المنيا، وأحمد فاضل أسقف مدين وناظر محطة، كلاهما من محافظة المنيا، وكلاهما أنقذ الوطن من كارثة، الأول أنقذها من فتنة طائفية، والثانى أنقذها من فتنة الحريق، وكلاهما لا يعرفهما الإعلام، ولم يلتفت إليهم أحد، الأول يبحث عن مكان للصلاة للأقباط فى القرية، والثانى يبحث عن شقة ليعيش فيها هو وأبنائه، وبعد أن أعطى الرئيس شقة للناظر، هل يعطى ترخيص كنيسة للأنبا مكاريوس؟
هؤلاء يمثلون مصر الحقيقية، مصر أجراس الكنيسة والأذان، مصر غيطان القمح، مصر الشهداء، مصر التى لا تفكر إلا فى شعبها، تتجاوز عن حرق المقدس، وترى أن الأكثر قداسة هو الوطن، مصر أحمد ومكاريوس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة