لا أستطيع استيعاب سبب الهجمة الشرسة التى يتعرض لها الفنان أحمد آدم مؤخرًا على جميع الأصعدة!! فقد وصفوه بالفاشل، وبالمتجرد من انسانيته، وبالأهطل، وبالخائن العميل، وبالمتاجر بدم الشهداء، وبالساخر من اليتامى والمساكين إلخ، ووصل الأمر إلى أن قنوات كبيرة كـ«الحدث، والعربية» أعدت تقارير، وخصصت أخبارا لتنتقد فيها آدم وحلقته المشؤومة، التى أشيع بأنه أهان فيها شهداء حلب وسخر منهم.. لم ينته الموقف عند هذا الحد، بل إن هناك من أقام دعاوى قضائية ضد آدم وبرنامجه وقناة الحياة، وهناك من سجل مقاطع مصورة من أهل سوريا الشقيقة ليسب آدم ويلعنه، مطالبًا بالاعتذار، وهناك زملاء من الوسط الفنى- منهم من يصغر سارة ابنة آدم الصغيرة بسنوات- أعلنوا الحرب على آدم، ووصفوه بكل ما هو سيئ ومهين، وهناك أقلام كتبت عن آدم المقالات والأعمدة، مهاجمةً بكل قوة وعنفوان، واصفةً تاريخه الفنى بالتفاهة والفشل، وهناك من أقر بأن برنامج آدم برنامج فاشل ولا يشاهده أحد، مستشهدًا بأن الحلقة أثارت ضجة بعد عرضها بيومين، مما يعنى أنها غير مؤثرة!!! أى كلام يا عبدالسلام!!
اضطررت أن أشاهد الحلقة المشؤومة أكثر من مرة حتى يستقر يقينى أن أحمد آدم الذى عملت معه منذ سنوات طويلة وعاشرته زميلا وصديقا ورفيق درب «طلع خسيس فى آخر الفيلم!!» طلع خائن!! طلع بلا ضمير!! طلع شمات!! طلع أى حاجة غير اللى أنا كنت فاكرها عنه!! لكن للأسف ماطلعش.
انتبهوا أيها السادة، لقد أصبحنا نعيش عصر جوبلز- وجوبلز لمن لا يعرفه هو المستشار الإعلامى لهتلر والذى ابتدع نظرية نشر الأكاذيب والشائعات، لدرجة أنه هو نفسه يصدقها فيما بعد، ويتعامل معها بوصفها يقينا وواقعا- انتبهوا وتأكدوا قبل أن تعدوا سيوفكم لقطع الرقاب، وتذكروا قوله تعالى فى سورة الحجرات: بِسْم الله الرحمن الرحيم «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» صدق الله العظيم. لقد سخر آدم بالفعل من امرأة حلبية تتعرض بلدها للضرب والقصف، ومات كل من حولها وهى تتحدث بالمحمول إلى قناة الجزيرة!! على الرغم من أن حلب- كما ذكر آدم نصًا- لا يوجد بها كهرباء أو ماء أو وسيلة اتصال، وعلى الرغم من ذلك هى تتحدث إلى قناة الجزيرة!! فى إشارة ساخرة منه إلى أن هذه المكالمة مفبركة، والغرض منها إثارة الفتنة وتضليل الرأى العام، وبما أن برنامج «بنى آدم شو» هو فى الأصل برنامج ساخر، يعتمد على المبالغة والضحك، فقد قام آدم بدوره فى السخرية من السيدة الحلبية التى تتحدث أثناء قصف قوات بشار لمدينتها!
إذن آدم لم يسخر من حلب أو سوريا أو الشهداء أو اليتامى أو أو أو، بل إنه أراد الإسقاط على أكاذيب قناة الجزيرة التى هدفها الأسمى إشعال الفتن وبث الأكاذيب، ولنا فى ذلك مثل ليس ببعيد أثناء ثورة 30 يونيو حين صورت متظاهريها على أنهم قلة من أبناء الشعب المصرى!! وأيضًا بـ25 يناير، حين كانت تصور «الداخلية» على أنهم قتلة ومجرمون فى حق المتظاهرين السلميين!! ومؤخرًا حين صورت الشعب المصرى بصورة الغلبان الفقير المحتاج «راجع حوار الرئيس السيسى منذ يومين فى هذا الشأن». فى رأيى الخاص أن الطابور الخامس الذى استطاع آدم ببراعة وعلى مدى سنوات أن يفضحه ويكشفه من خلال برنامجه أرادوا اصطياد أى خطأ وتكبيره وتهويله من أجل افتعال أزمة معه قد تجعل القناة أن تنهى تعاقدها معه، وقد تلاقت رغبة هؤلاء مع رغبة طرف «آخر» لا يفرِق معه آدم، بقدر ما يفَرق معه ما أشار إليه آدم عن حلب، خاصة أن هذه الإشارة كانت فى صالح قوات النظام التى تتعارض مع رغبة «الآخر» الدفينة فى كتابة نهاية بشار ونظامه. ارفعوا أيديكم عن آدم ولا تزايدوا على مواقفه ووطنيته، فعلى الأقل آدم لم يقبض من أحد، ولم يوزع العازل الطبى على المجندين، ولم يحرض على الدولة، ولم ولم ولم.. انتهى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة