دندراوى الهوارى

الرسالة الثالثة لـ«السيسى».. الفقراء أكثر المصريين وطنية وتضحية - (3)

الأربعاء، 18 مايو 2016 12:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل مصادر التاريخ منذ عصر الأسرة الأولى وحتى كتابة هذه السطور، سواء كانت شواهد أثرية، أو نصوصا على ورق البردى أو ما دونه المؤرخون، وشهود عيان، وفى مذكرات المسؤولين والمقربين من دوائر صنع القرار، وغيرها من المصادر، تتفق جميعها فى أمرين جوهريين، الأول أن مصر أصلها «جيش» جعلت له الأقدار «دولة»، والثانى أن فقراء مصر هم عمود الجيش والدولة وحصنهما وسيفهما البتار.

فقراء مصر تركيبة جينات أجسادهم الداخلية، تختلف كليا عن كل جينات البشر فى هذا الكوكب الأرضى، من حيث الانتماء، والتضحية وحب الوطن، للدرجة أن هناك قولا عظيم الأثر مفاده: «فقراء مصر هانت عليهم الدنيا.. وعز وارتقى فى عيونهم الوطن»، وهى مقولة عظيمة الأثر، تتحقق على الأرض يوميا، خاصة فى الأحداث الخطيرة التى تمر بها البلاد.

فقراء مصر، العمود الفقرى فى جيش مصر العظيم، يدافع عن حدود ومقدرات وطنه، ويقتص من كل من يحاول أن يدنس أرضه، أو ينال من عرضه، أو من أمنه واستقراره، يقف كالأسد على الحدود تحت أشعة الشمس الحارقة صيفا، وتحت الأمطار والثلوج فى الشتاء قارص البرودة، ويحتضن الموت بكل جسارة وبسالة، ولكم فى البطل الشهيد «محمد أيمن» أسوة حسنة، فلم يهب الموت، وضحى بروحه لإنقاذ زملائه.

البطل العظيم «محمد أيمن» عنوان رئيسى، وشارح، لقاعدة رئيسية مفادها أن بسطاء وفقراء مصر الذين يمثلون إجماع الشعب المصرى، هم مجرد مشاريع بطولة فداء لبلادهم، وأشرف من يقطنون على ظهر هذه الأرض، شاء من شاء وأبى من أبى.

أعى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، يعلم ويدرك هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، ولكن لابد للرئيس أن يحتضنهم أكثر بإعطاء توجيهات حازمة وحاسمة وقوية للحكومة، أن تبذل الغال والنفيس من أجل تخفيف الأعباء، وأن تنتشلهم من حالة العوز والحاجة.

نعم، نعلم أن منظومة التموين قرار رائع من الرئيس وأعادت الأمل للفقراء من أنهم يحصلون على السلع الأساسية بمبالغ زهيدة، ونعلم أيضا أن فكرة تدشين برنامج «تكافل وكرامة» التى انطلقت 17 يناير الماضى رائعة، لكن نريد أيضا المزيد للبسطاء والمحتاجين، وأن نكفل لهم كبرياءهم وكرامتهم، ونضعهم على رأس أولويات الدولة، ونرد لهم الجميل بقوة، ولا ندع لوزراء ومسؤولين من عينة وزير التموين، أن يتحكموا فى مصيرهم، ويتفرغوا فقط لإرضاء الأغنياء ورجال الأعمال على حسابهم.

فعلى سبيل المثال برنامج «تكافل وكرامة»، وهو عبارة عن معاش شهرى للأكثر فقرا، تم تطبيقه فى عدد من المحافظات، ومن بينها محافظة قنا، وحقق نجاحا مدهشا، للدرجة التى دفعت مواطنى قنا على سبيل المثال القاطنين فى الكفور والنجوع إلى إطلاق اسم «معاش السيسى» على البرنامج، وإذا سألت أى مواطن عن برنامج تكافل وكرامة، لا يعرفه، ولكن يعرفون فقط «معاش السيسى».

ورغم هذا النجاح الكبير، إلا أن الحكومة، وفى القلب منها وزارة التضامن لم تسوق لهذا المشروع العظيم، وهل تم تطبيق خطة التوسع فى مرحلته الثانية التى تشمل محافظة سوهاج، و6 مراكز إدارية فى القاهرة والجيزة، وماذا عن الخطط الأخرى، لتشمل كل المحتاجين الذين ليس لديهم أى وسيلة دخل من أى نوع؟

ولتعلم الحكومة، أن فقراء وبسطاء مصر هم أصحاب ترجيح كفة ميزان الأمور وإعادتها لنصابها، وأن هؤلاء تعرضوا لسلب أحلامهم، والمتاجرة بعوزهم وفقرهم من جماعة الإخوان الإرهابية، فى مقابل أن يغرسوا أفكارهم المتطرفة فى عقولهم، ومع ذلك رفض الغالبية الانصياع لإغراءات الجماعة الإرهابية، وفضلت الموت جوعا، على أن تحمل يداهم قنبلة لتفجيرها فى بنى وطنهم، أو يكونون خنجرا فى ظهر مصر.

وللحديث بقية عن الرسالة الرابعة للرئيس، فى مقال غد، إن شاء الله.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة