ويقوم هؤلاء الحرفيون بتسخين النحاس ثم تشكيله لصناعة مواقد بريموس التى كانت تستخدم على نطاق واسع قبل أن تتوفر أسطوانات غاز الطهى فى الأسواق بكثرة.
وكانت العاصمة المصرية تعج بعشرات الورش التى تصنع تلك المواقد فيما مضى. لكن تراجع الإقبال على شرائها دفع أغلب تلك الورش إلى إغلاق أبوابها أو التحول لنشاط آخر.
وورشة الحرفى جمال عبد الناصر واحدة من بين عدة ورش صغيرة تحرص حتى الآن على تصنيع تلك المواقد التقليدية.
وقال محمد ابن صاحب الورشة إن مواقد بريموس أصبحت شيئًا نادرًا الاستخدام بعد أن كانت أساسية فى كل بيت فيما مضى.
وأضاف الشاب الذى يعمل فى تلك الصناعة التقليدية منذ أن كان عمره سبع سنوات: "إحنا بدأنا نخش فى السبرتاية والكنكة ووابور الشيشة لأن صناعة وابور الجاز نفسها انقرضت. يعنى من فترة كبيرة من عشر سنين ما بقاش فيه حد بيستخدم وابور الغاز زى زمان".
وتابع: "الأول وابور الجاز كان بيبقى متواجد فى البيت، كل واحدة عندها وابور أو وابورين حتى العروسة لما تيجى تتزوج أساسى لازم يبقى فى الجهاز بتاعها لازم يبقى فيه وابور جاز النهاردة ما بقاش فيه حد بيعرف يولع وابور الجاز والجاز غلى وبقى كل الجاز اللى موجود فى السوق سولار وبيهبب. فاستخدم الوابور ما بقاش متواجد زى زمان".
وأوضح أنه لا تزال الكنكة موجودة فى كثير من البيوت والمكاتب فى مصر حيث يفضل عُشاق القهوة التركية عمل القهوة فيها، ومعظم الكنك مصنوع من النحاس، لكن ارتفاع أسعار النحاس ألقى بظلاله على تجارة عبد الناصر حيث قفز سعر المنتجات التى يصنعها بشكل كبير على مر السنين.
وقال محمد جمال عبد الناصر "سعر الوابور زمان كان قليلا. علشان كدة كان متواجدًا على طول. النحاس كان ساعتها رخيص وكانت الدنيا تمام يعنى بالنسبة للأسعار كان الوابور بيعمل 75 قرشًا يوم ما زاد جنيه وربع أنا عندى أختام من بتاعة أبويا من سنة 75 أو 77 الختم مكتوب عليه سعر المستهلك 125 قرشًا. وكان بيبقى فيه لقمة عيش وكويس. النهاردة الوابور إحنا بنسلمه للتاجر أو بنسلمه للمعرض بتاع الأدوات المنزلية علشان هو يبيعه إحنا بنسلمه له بـ130 أو بـ 135 جنيه (نحو 15 دولارًا)".
وأضاف أن تلك المواقد لا تُستخدم فقط فى تسخين أو طهى الطعام والمشروبات لكنها تستخدم فى تدفئة بعض البيوت.
وأوضح أن المناطق الفقيرة فى مصر التى لا تتوفر فيها كهرباء تعتمد حتى الآن بشكل أساسى على تلك المواقد التقليدية وأن منتجاته لا تزال تُصدر إلى دول أخرى فى المنطقة بينها سوريا وليبيا.
ويستخدم البعض أيضًا تلك المواقد التقليدية اللامعة على سبيل الزينة فى بيوتهم، ويوضح محمد جمال عبد الناصر أن بعض عملائه من السائحين الذين يُفتنون بعملية تصنيع تلك المواقد.
وأشار عبد الناصر إلى أن عائلته مرتبطة عاطفيًا بتلك الصناعة التقليدية منذ بداية عمل والده فى تلك الورشة عام 1967.
وعلى الرغم من تراجع الطلب على مواقد بريموس فإن عائلة محمد جمال عبد الناصر تحرص على أن تستمر فى صناعتها من أجل الحفاظ عليها من الاندثار.
موضوعات متعلقة:
بالفيديو..عودة "وابور الجاز"و"الفوالة" للطبخ والتدفئة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة