المناضلون على فيس بوك وفى الأحزاب الكرتونية مفلسون
بعد خطابه المهم والشامل فى افتتاح محطة كهرباء أسيوط، تعرض الرئيس السيسى لموجات من الهجوم على مواقع التواصل الاجتماعى باعتباره يدعو إلى التوسع فى التطبيع مع إسرائيل، وإلى تحويل السلام البارد مع إسرائيل إلى سلام دافئ، رغم اعتداءات تل أبيب المستمرة على الأراضى العربية والشعب الفلسطينى واعتمادها سياسة الاستيطان.
واستدعى المهاجمون من أضابير التاريخ نفس الخطاب التخوينى الذى رفعه الأشاوس المناضلون من وراء الميكروفونات ضد الرئيس الراحل السادات، ولم يكن ينقصهم بعد الإعلان عن الاعتصام والتظاهر والنواح واللطم، إلا تشكيل جبهة الرفض وجبهة الصمود والتصدى ضد مبادرة السيسى للسلام.
لم أصدق ما أقرأ من تلبيس إبليس، ومن لىّ أعناق الكلام والحقائق، لمجرد إنشاء منصات للهجوم على السيسى أو حشد المجموعات الشتامة والمدلسة فى جروبات جديدة على مواقع التواصل، وقلت أرجع إلى نص ما ذكره الرجل فى خطابه بأسيوط، لندرك حرفيا ما عناه الرئيس حرفيا من حديث عن دفع عملية السلام فى المنطقة، فوجدت الرئيس قد تحدث عن سبع نقاط أساسية على النحو التالى:
أولا- شواغل القضية الفلسطينية الآن هى إحياء عملية السلام لمحاربة الإحباط واليأس الذى يعيش فيه الشعب الفلسطينى، مسترجعا المعاناة التى عاناها المصريون فى الوقت منذ حرب 1967.
ثانيا - مطلوب من الفلسطينيين توحيد الفصائل المختلفة وتحقيق مصالحة حقيقية، ومصر مستعدة تقوم بهذا الدور، حتى نضع بإخلاص ومسؤولية فرصة حقيقية لإيجاد حل لهذه القضية التى طال انتظارها.
ثالثا - اتفاقية كامب ديفيد التى تم توقيعها منذ أكثر من 40 سنة هى التى صنعت السلام الحقيقى
رابعا - السلام بين مصر وإسرائيل ليس دافئا، على حد قول البعض، ولكن سيتحقق هذا السلام، ويكون أكثر دفئا فى حالة التمكن من حل مسألة القضية الفلسطينية، وإعطاء أمل للفلسطينيين فى إقامة دولة وضمانات للدولتين لتحقيق أمن وأمان كلا الشعبين واستقرارهما.
خامسا - حال حل القضية الفلسطينية سنعبر مرحلة صعبة مكتوبة فى التاريخ بشكل قاسٍ ومؤلم، وسنقضى على إحباط ويأس حقيقى، لو قدرنا نحقق بجهد وإرادة حقيقية وإخلاص حلا لهذه المسألة، وإيجاد أمل للفلسطينيين وأمان للإسرائيليين، سنكتب صفحة أخرى جديدة لا تقل، يمكن تزيد على، ما تم إنجازه فى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل التى مر عليها أكثر من 40 سنة.
سادسا - أقول للإسرائيليين إن هناك فرصة حقيقية لتحقيق السلام وأطالب القيادة والأحزاب الإسرائيلية بالتوافق من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية.
سابعا- لو تحقق السلام فى المنطقة سيتغير وضع الشرق الأوسط للأفضل، ومصر مستعدة لبذل كل الجهود التى تساهم فى حل المشكلة.
ما الذى قاله السيسى ويستحق عليه الهجوم فى النقاط السابقة؟ وما هى الدلالات التى تشير إلى توجهه نحو التوسع المجانى فى التطبيع مع إسرائيل أو البحث عن سلام دافئ، رغم سياسات تل أبيب العدوانية؟ القضية باختصار أن هناك فئة مفلسة من محترفى المعارضة الشكلية، تعيش وتوجد من خلال الاعتراض والتظاهر والاعتصام وإلقاء الخطب الحنجورية وتهييج الرأى العام بالباطل، ولا تستطيع الإضافة أو الإبداع، سواء فى مواقع المعارضة أو فى مواقع السلطة.
ونسأل ماذا فعل هؤلاء المعترضون على مدار السنوات الأربعين الماضية لوقف نزيف الدم الفلسطينى؟ لا شىء، ماذا فعلوه ليمنعوا الانقسام والاقتتال الفلسطينى؟ لا شىء، ماذا فعلوا لحل القضية الفلسطينية بالحرب أو بالسلم؟ لا شىء، ماذا قدموا لاستعادة الأراضى العربية المحتلة؟ لا شىء.. لماذا؟ لأنهم باختصار لا شىء!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة