أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

حرب مفتاحها فى موسكو وواشنطن

الإثنين، 02 مايو 2016 07:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حلب.. الموت بعيداً عن «الهشتاجات»
رأينا كيف تدار الحروب الآن بالصور والفيديوهات، حتى مأساة السوريين فى حلب وباقى سوريا أصبحت مجرد صور ينتشرها كل طرف مجتزأة ومنفصلة ليتهم «التانيين». حول الصور وبها تقوم الحرب وتهدأ فى عالم افتراضى، وفى الواقع آلة القتل مستمرة من خمس سنوات.

المفارقات لا تتوقف.. الأولى أن من يديرون هذه الحروب كلها ويتحكمون فى عواطف وأمزجة المؤيدين والمعارضين يقيمون خارج الحدث، فى فضائيات تبث من قطر وتركيا ولندن وباريس ومواقع من لندن. من يحسمون مواقفهم ليسوا بحاجة لصور، فهم يخوضون حربا بمقابل ويحصلون على الثمن، أو يمتلكون يقينا يجعلهم واقفين فى المعسكر المختار بحسم. أما من يحاولون معرفة ما يجرى هم من تصيبهم الحيرة. والكل فى الناتج النهائى أدوات فى أتون حرب لا يعرفون أولها من آخرها، التهمت ولا تزال بشر ودمرت حاضرا ومستقبلا لأجيال تسعى للبقاء على قيد الحياة، خارج أو داخل وطنها.

المفارقة الثانية أن هذه الحرب فى حلب وسوريا تديرها وتملك مفاتيحها، دول وأجهزة بعيدة عن الجبهات. وحتى مفاتيح الحل والهدنة والوقف والقصف فى واشنطن وموسكو، حيث إن روسيا وأمريكا هما من تقرران وقف الحرب فى حلب أو هدنة لالتقاط الأنفاس. ليس فى سوريا وحدها، لكن كل الحروب على كل الجبهات مصائرها ومفاتيحها فى موسكو وواشنطن فى لندن وباريس، تقرر شكل المعارك ووقتها وزمنها. بينما العواصم العربية فقط تقرر أن تموت.

هذه المفارقات بالرغم من أنها تتعلق بأحداث مأساوية، تتخذ أشكالا فكاهية، حيث تنتقل الصراعات إلى شاشات فضائية فى صور وفيديوهات، ثم تترجم على صفحات فيس بوك وتويتر إلى «بوستات وهاشتاجات»، وحملات تضامن أو تعارض افتراضية تنخرط فيها أطراف الحروب الافتراضية بقوة، يقتتلون ويتصارعون ويتهمون بعضهم، تخوين وتكفير وتصفيق وتصفير. وكل من هؤلاء يلعب دورا هامشيا فى حرب وضع لها السيناريو والحوار تجار حرب ومقاولو هدم وبناء.

الفكاهة هنا أن هؤلاء الذين يتصارعون بـ«الهشتاج والبوست واللايك»، يتصور كل منهم أنه حر الإرادة وأنه صاحب قرار، بينما يلعب ضمن فريق لا يراه ولا يعرفه. يخوض حربا يتصور فيها أنه ينصر السنة على الشيعة، أو ينصر الشيعة على السنة، وكلاهما مسلم، يتعاركان على خلاف يمتد من أكثر من أربعة عشر قرنا. شركات السلاح ومقاولى الهدم والبناء، يربحون فى كل حال. ويتحول الأخوة إلى أعداء، يتصور كل منهم أنه حر الإرادة بينما يخدم طرفا لا يراه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة