ترجع تسمية شم النسيم إلى الكلمة الفرعونية (شمو) ويرمز بها عند قدماء المصريين إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الزمان، وفيه بدأ خلق العالم، وأضيف كلمة (النسيم) إليه لارتباط هذا اليوم باعتدال الجو، حيث تكون بداية الربيع، وترجع بداية الاحتفال به بشكل رسمى إلى عام 2700 قبل الميلاد، وكانوا يحتفلون به فى الاعتدال الربيعى عقب عواصف الشتاء وقبل هبوب رياح الخماسين.
كان للمصريين القدماء أعياد كثيرة، منها أعياد الزراعة التى تتصل بمواسمها، والتى ارتبط بها تقويمهم إلى حد كبير، فإن لسنتهم الشمسية التى حددوها باثنى عشر شهراً ثلاثة فصول، كل منها أربعة أشهر، وهى فصل الفيضان، ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد، ومن هذه الأعياد عيد النيروز الذى كان أول سنتهم الفلكية بشهورها المعروفة الآن، وكذلك عيد شم النسيم.
كانت مظاهر الاحتفال – كما وردت فى أكثر من بردية من برديات العقيدة الفرعونية – تبدأ بليلة الرؤية عند سفح الهرم الأكبر حيث يجتمع الناس فى الساعة السادسة مساءً فى احتفال رسمى امام الواجهة الشمالية للهرم حيث يظهر قرص الشمس قبل الغروب خلال دقائق معدودة وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.
إن الاحتفال بالربيع كان معروفاً عند الأمم القديمة من الفراعنة والبابليين والأشوريين، وكذلك عرفه الرومان، وكانت له أسماء مختلفة عندهم فهو عند الفراعنة عيد شم النسيم، وعند البابليين والأشوريين عيد ذبح الخروف، وعند اليهود عيد الفصح، وعند الرومان عيد القمر.
نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم، واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها (الخروج) أو العبور كما اعتبروا ذلك اليوم – أى يوم بدء الخلق عند الفراعنة – بداية لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.
إن لشم النسيم – عيد الربيع – أطعمة خاصة ترتبط بخرافات، ومعتقدات عند القدماء المصريين.
بيض شم النسيم يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع فى العالم أجمع.
الفسيخ (السمك المملح): كان الفراعنة يقدسون النيل، ويعتبرونه نهر الحياة، ويعتقدون أن الحياة فى الأرض بدأت فى الماء ويعبر عنها بالسمك الذى تحمله مياه النيل.
البصل: كان القدماء المصريون يعتقدون أن البصل يطرد الأرواح الشريرة.
خس شم النسيم: كان الفراعنة يعتقدون أن الخس من النباتات التى تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد اعتبروه من النباتات المقدسة الخاصة بإله التناسل.
حمص شم النسيم هى ثمرة الحمص الأخضر وكان الفراعنة يعتبرون نضجها وامتلاءها إعلاناً عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة.
إن الرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة فى كل آن لا فى ذلك اليوم خاصةً.
فـوزى فهمـى محمـد غنيم يكتب: عيد الربيع.. تاريخ قديم وطقوس مستمرة
الإثنين، 02 مايو 2016 10:00 ص
فـوزى فهمـى محمـد غنيم
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة