ليس غريبا على الجماعات الإرهابية ذات الولاء الخارجى أن تشمت وتفرح فى حادث سقوط طائرة مصر للطيران، بمياه البحر المتوسط، فهذه الجماعات الوظيفية التى تتحرك، مثل القطعان لا تتخذ مواقف ولا تعتمد معايير أخلاقية أو قيما، وإنما تحركها الكراهية والعمى عن كل ما سواهما من أشياء وأحداث، فقد سبق وأن باركت قيادات هذه الجماعات وفى المقدمة منها الإخوان الكاذبون هزيمة يونيو 1967 وشوهت نصر أكتوبر 1976، كما استحلت قتل تجار الذهب المسيحيين وسرقة أموالهم بالباطل بدعوى تمويل الجهاد ضدنا – نحن الكفار الجاهليون كما تطلق على عموم المجتمع- وأطلقت كلابها لزرع القنابل فى الشوارع لقتل المدنيين العزل بدون تمييز لا لشىء، إلا لأنهم أيدوا ثورة 30 يونيو، وخرجوا على حكم الجماعة المحظورة.
لذلك نستقبل شماتتهم وفرحهم بالحادث، بما يليق به من تجاهل واحتقار، خاصة إن المصريين العاديين من أصحاب الفطرة السليمة يستطيعون بسهولة تمييز هذه التوجهات المريضة ولفظها، لكن ما ننبه إليه هنا، هو تلك المحاولات الخبيثة التى بدأت الترويج لها اللجان الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى بأسلوب متصاعد، يبدأ بالتلميح إلى التقصير والإهمال فى شركة مصر للطيران، وينتهى بتحميل الحكومة المصرية المسؤولية عن سقوط الطائرة، وعن إجراءات التأمين والصيانة المعتادة بمطار شارل ديجول.
منصات الهجوم الغبى على الشركة الوطنية «مصر للطيران»، وعلى وزير الطيران، تشارك فى حرب المخابرات الأجنبية المعلنة ضد الاقتصاد الوطنى، وهى فى ذلك تستخدم أسلوب التكرار وإطلاق الشائعات وطرح الفرضيات التى تصب جميعها فى لوم المصريين وتبرئة الخواجات من أى تقصير، لمجرد أنهم خواجات، وهذا الأسلوب الذى يستغل بساطة البعض وعدم الثقة فى النفس لدى البعض الآخر، وغياب المنطق لدى آخرين والميل العام لتصديق الشائعات، هدفه الأساسى، كما قلنا، هز الثقة فى كل مؤسسة أو جهاز أو وزارة مصرية، وتشويه ما يتحقق من إنجازات، لأن الإنجازات وحدها ما سيهزم الإرهاب ويقضى على مشروع زرع ميليشيات الإخوان فى مواقع القيادة بمصر والبلاد العربية. الغريب أن المسؤولين المصريين على جميع المستويات، أداروا أزمة الطائرة المنكوبة باقتدار واحتراف كبيرين، بدءا من مجلس الأمن القومى والقوات المسلحة وانتهاء بوزير الطيران ومسؤولى الشركة الوطنية، وكان أول بيان لمجلس الأمن القومى، مشددا على ثلاثة أمور أساسية، مواصلة جهود البحث عن الطائرة المفقودة، وتوجيه جميع أوجه المساعدة لأهالى الركاب، وتوجيه مركز أزمات مصر للطيران، بمتابعة تطورات الموقف، والاستناد إلى الحقائق المؤكدة فقط، وليس إلى التخمينات أو التحليلات.
تعرض وزير الطيران والشركة الوطنية لهجوم عنيف وغبى وغير مبرر، لأنه قال بوضوح خلال المؤتمر الصحفى، إنه ليس لديه معلومات حتى اللحظة التى يتكلم فيها عن احتمال مؤكد لسبب فقدان الطائرة، ولم يستخدم كلمة سقوط، لأن فرق البحث المصرية والمعاونة من الخارج لم تعثر على حطام للطائرة، كما أنه استبعد مسألة العطل الفنى، قياسا إلى تاريخ الطائرة وعمليات الصيانة الاحترافية التى تقام لها، وعندما تم العثور على حطام الطائرة، كانت فرق البحث وطائرات الإنقاذ المصرية التابعة للقوات المسلحة أول من أعلن عن ذلك، وكذا عندما عثرت طائرات الإنقاذ على أشلاء لبعض الركاب، وفى تلك الأثناء تم تشكيل لجنة تحقيق من النيابة العامة ولجنة تحقيق أخرى من مسؤولين بوزارة الطيران المدنى، واستقبال المحققين المعنيين من شركة التأمين، ومن الجانب الفرنسى باعتباره مسؤولا عن إجراءات تأمين الطائرة فى مطار شارل ديجول.
لم توجه الشركة الوطنية ولا وزير الطيران ولا مجلس الأمن القومى الاتهامات لأحد بعد، وإن كان خبراء دوليون قد أشاروا فى سى إن إن وغيرها من الفضائيات العالمية إلى أن الاحتمال الأغلب للحادث هو تفجير الطائرة، عن طريق زرع قنبلة على متنها بمطار شارل ديجول، كما أفاد محللون مصريون بأن الهدف كان انفجارها فى مطار القاهرة، ولكن تأخر إقلاعها، عجل بتفجيرها داخل الأجواء المصرية، وقبل فترة قصيرة من هبوطها. على أية حال، أثق أن الحقيقة ستظهر على أيدى لجان التحقيق المصرية، كما أثق أن العلاقات المصرية الفرنسية الممتازة فى جميع المجالات لن تتأثر بالسلب، وأن شركتنا الوطنية «مصر للطيران» فى حاجة الآن لالتفافنا ودعمنا، ويا حبذا لو اجتمعنا حول شعار «لن أسافر للخارج إلا على مصر للطيران».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة