حكاية مجلة اسمها «عالم الكتاب»
«قمنا بإعطاء الهيئة مهلة لتصحيح الأوضاع، وتقديم ضمان لاستمرار صدور المجلة فى موعدها ولم يحدث».. هذا جزء من تصريحات الكاتب الصحفى ورئيس تحرير مجلة «عالم الكتاب» محمد شعير، الذى قدم اعتذارا هو ومجلس التحرير عن استكمال المهمة، بما يؤكد أن عام 2016 يرفض أن يكون رحيما بالثقافة، فلم نصل بعد لمنتصفه والساحة الثقافية مثقلة بالمشكلات، ومن ذلك ما تعانيه المجلات العربية، فبعد إغلاق «دار الصدى» الإماراتية بمجلاتها المتعددة، وتوقف «دبى الثقافية» عن الصدور وهى فى عز مجدها، أصبح كل شىء متوقعا فى عالم الصحافة الثقافية، وأخيرا نشاهد أمام أعيننا «عالم الكتاب» تسير إلى خانة التوقف.
الجميع يقر بأن مجلة «عالم الكتاب» التى تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فكرة إيجابية جدا فى عالم الثقافة، فمنذ إسناد رئاسة تحريرها لمحمد شعير وفريقه المكون من أحمد شافعى، وأمير زكى مديرى التحرير، وأحمد اللباد المدير الفنى، وهو أمر يحسب للدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب السابق، وهى تملك فكرًا جديدًا وأداء مختلفا ومادة ثقافية مغايرة، وأصبح المثقفون يشيدون بها وبما تقدمه، وبالشكل المميز والمحتوى المفيد، فكنا نجد قراءات وعروضا وحوارات ولقاءات وملفات متنوعة لصالح الثقافة، بما يعد مكسبا محققا للثقافة المصرية ووجودها يؤكد إمكانية أن نقدم مجلة ثقافية قادرة على إثبات نفسها وسط هذا التآكل المعرفى الكبير.
لكن الأشياء لا تدوم أبدا كما نتمنى دائما، فحدثت المشكلات التى يؤكد الكاتب الصحفى محمد شعير أن حلمى النمنم، وزير الثقافة، هو من يُسأل عنها، وأن الوزير يحمل موقفا من المجلة منذ أن كان رئيسا للهيئة المصرية العامة للكتاب، وحتى بعد أن أصبح وزيرا ظل موقفه من المجلة واحدا لا يتغير.
وعلينا أن نؤكد أن المسؤولين فى الهيئة وعلى رأسهم الدكتور هيثم الحاج على، ومن قبله الكاتب الصحفى حلمى النمنم، إذا ما تحدثت معهما عن المجلة سوف يشيدان بها جدا، وبدورها، ويعتبرانها نجاحا للهيئة، إذن فما مشكلة حلمى النمنم مع «عالم الكتاب»؟.
المشكلة تكمن فى شيء واحد لكنه مهم، فمحمد شعير يريد أن يصنع الأفضل ويحتاج لعمله أن يكون مكتمل الأجزاء، ولأنه يقدم محتوى مميزا فهو يريد شكلا وإخراجا وورقا والتزاما فى الوقت يليق بالإتقان الذى يقدمه مجلس التحرير فى مادة المجلة، بينما رأى القائمون على الأمر أن ذلك كثير، ولا يتناسب مع إمكانيات الهيئة، لكن نقول لهم هناك أشياء تستحق الاستثناء، وتستحق أن تكون لها ميزانية خاصة، لأنها تقدم عملا استثنائيا.
وفى النهاية نقول إن مجلة عالم الكتاب مهمة جدا، وكان علينا أن نوجد عددا آخر من المجلات التى تحمل فكرا بناء لصالح الثقافة فى مصر، لا أن نقضى على الجيد الموجود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة