كانت أول مرة أسافر فيها على الخطوط الوطنية المصرية «مصر للطيران» فى عام 2009، وكانت هذه أول مرة أسافر فيها خارج البلاد، كنت مدعوا وقتها لمؤتمر شعرى فى الأردن، ضمن عدد كبير من الشعراء العرب، وتصادف وقتها أن رافقتنى الشاعرة العراقية الراقية «ريم قيس كبة»، وقد كانت وقتها مقيمة فى مصر ومدعوة لنفس المؤتمر، وبمجرد ما إن أقلعت طائرة مصر للطيران من مطار القاهرة، وجدت «ريم» تصفق بحرارة لحرفية الطيار المصرى فى الإقلاع بانسيابية كبيرة، وهو ذات الأمر الذى تكرر فى الهبوط، وفى الحقيقة وقتها لم أكن أعرف أن هذه انسيابية أم لا، لأنى لم أكن ذا خبرة بالطيران ولا الإقلاع ولا الهبوط، وبعد أقل من عام واحد، عرفت لماذا صفقت «ريم» بحماسة، لأن الرحلة التالية لم تكن على الخطوط الجوية المصرية.
مرت سبع سنوات على آخر مرة- وكانت فى ذات الوقت أول مرة- أسافر فيها على «مصر للطيران»، وخلال هذه السنوات الطويلة سافرت كثيرا إلى العديد من البلدان فى رحلات وصل بعضها إلى ما يقرب من 20 ساعة، واستخدمت فى تلك الرحلات خطوط طيران ذات اسم كبير فى عالم الملاحة الجوية الآن، وفى كل مرة تقلع بى الطائرة أو تهبط كنت أتذكر أول أقلاع عبر الخطوط الجوية المصرية، ورغما عنى كنت أعقد المقارنات التى كانت تأتى فى الغالب لصالح الرحلة الأولى، وفى أواخر العام الماضى سافرت عبر «مصر للطيران» إلى محافظة الأقصر مرتين متتابعتين، فتأكدت من أنها مازالت الأفضل، ومعروف أن الطائرات «المحلية»، تكون أقل جودة من الطائرات المخصصة للرحلات الدولية، لكنى وجدتها أفضل كثيرا من معظم الطائرات التى سافرت على متنها فى الشركات الأخرى، ومنها شركات ذات اسم عالمى مجلجل يتصدر قمصان أشهر لاعبى كرة القدم فى الأندية العالمية.
هذه شهادتى عن «مصر للطيران» التى أعتبرها من أفضل الشركات التى سافرت على متنها، لا ينقصنا شىء سوى الاعتناء ببعض صالات السفر والوصول التى تتبع وزارة الطيران على غرار ما حدث فى صالة 3، ولا أبغى من وراء كتابة هذه الشهادة شيئا سوى إحقاق الحق، لا أذكرها تعصبا لشركة طيران بلدى، لكنى أرى أن كتابتها الآن واجب وطنى فى المقام الأول، وواجب «ضميرى» فى ذات المقام، لأن هذه الشركة التى تعانى من العديد من العثرات مازالت محتفظة برونق قديم يحفظها من الانهيار، وبرغم ذلك لم تسلم من أصحاب الألسنة المسمومة الذى يريدون الصيد فى الماء العكر، وينتهزون كل فرصة للنيل منها أولا لصالح الشركات المنافسة ومن مصر ثانيا، وهو ما ظهر واضحا بعد واقعة سقوط الطائرة الأخيرة القادمة من باريس، فقد انتهز «الإخوان المسلمين» هذه الواقعة وأرادوا تشويه هذه الشركة العريقة تخريبا للاقتصاد الوطنى، وهو أمر ليس ببعيد عن جماعة تجردت من كل ملامح الوطنية، وصارت ملامحها مزيجا من البغض والحقد والكراهية لكل ما هو مصرى.