أكرم القصاص

الطائرة و«اليورو» وفرنسا و«داعش».. هل يجيب الصندوق الأسود؟

الإثنين، 23 مايو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الصعب بالطبع أن يتم الجزم بأسباب سقوط الطائرة المصرية المقبلة من فرنسا، مع ملاحظة أنه بالرغم من أن لجان التحقيق قالت إنه من المبكر إعلان نتائج قبل الوصول إلى الصندوق الأسود، فإن بعض وسائل الإعلام تسابقت لاختراع تفسيرات، كلها منسوبة لمصادر مجهلة، وتتناقض مع بعضها ومع غيرها، فلم تتخل «سى إن إن» عن ادعاءاتها الفكاهية حول انتحار الطيار، وروجت جهات أخرى تفسيرات من عينة انفتاح شباك غرفة القيادة، أو اشتعال النار فى حمام الطائرة الأمامى أو غرفة التحكم، وبعض الصحف وضعت كل الاحتمالات تحت زعم أنها سيناريوهات.

هناك إشارات إلى اعتراض مقاتلات يونانية لمقاتلات أمريكية فى نفس مكان سقوط الطائرة، إشارات أخرى عن مناورات بحرية أمريكية. ربما لهذه الإشارات كان استباق «نيويورك تايمز»، و«سى إن إن» الأحداث والإشارة إلى انتحار الطيار أو حريق، مع أن احتمالات إسقاط الطائرة بصاروخ أمر وارد، لكن إن حدث فسوف تتم عمليات تكتم وتشويش واسعة، ربما لهذا نرى ما تنشره بى بى سى، أو غيرها من نفس الهجوم، وتجاهل مطار شارل ديجول. واحتمالات العمل الإرهابى التى تجعل فرنسا فى موقف دقيق خاصة وأنها تستعد لبطولة أمم أوروبا الخامسة عشرة لكرة القدم «يورو 2016» والتى تقام من 10 يونيو إلى 10 يوليو المقبل، ويشارك بها 24 منتخبًا 2012. وأيضا هناك سباق للدراجات، وهو من المناسبات المهمة لفرنسا التى تواجه تهديدات إرهابية بعد هجمات نوفمبر، وهناك تهديدات من «داعش».

بالطبع فإن احتمالات العمل الإرهابى إن كانت فهى موجهة ضد مصر وفرنسا وربما أوروبا، وبالتالى فإن التسريبات والاتهامات الملفقة التى تقدمها بعض الجهات الإعلامية الكبرى لا تقلل من كون الإرهاب تهديد عام، ولهذا فإن الجهات الفرنسية تمارس أكبر قدر من التحفظ على التحقيقات حول الطائرة. وحتى جيرار أرنو، رئيس هيئة سلامة الطيران المدنى فى فرنسا، أجرى حوارًا مع مجلة الإكسبرس وجه فيه اللوم للجهات التى تحجب المعلومات، وقال إن وجود خلل فنى هو أمر يعرض شركة آيرباص لمشكلات كبرى، ثم إنه قلل من أهمية الأنباء التى تشير لانبعاث دخان من الحمام، وقال إن انبعاث الدخان أمر طبيعى فى حال تعرضت الطائرة لعطل، أو إصابة، وأشار إلى أن الطائرة اختفت فى منطقة حساسة.

كان خبير الطيران هو نفسه قال إن إمكانية وصول إرهابى من المطار أمر وارد، بل إن هناك تقارير أيضا عن تحقيقات مع بعض العاملين بالمطار، وأن هناك 70 عاملا تم فصلهم من المطار لأسباب تتعلق بالأمن. وبالطبع لا أحد يمكنه الجزم فورا بعمل إرهابى. وحتى الصندوقين الأسودين قد لا يحملان إجابات على الأسئلة المطروحة، أو قد يكون فيهما إجابات من أى اتجاه عما جرى فى اللحظات الحرجة قبل سقوط الطائرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة