سعيد الشحات

"اشتباك" محمد دياب.. الفن الناجح يبقى وتذهب الحملات الضالة

الثلاثاء، 24 مايو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بادرنى مسؤول فى وزارة الخارجية المغربية بسؤالى عن سبب الهجوم على بلاده فى الإعلام المصرى، جاء سؤاله وأنا فى مدينة مراكش مطلع العام الماضى، وبعد شهور من الفضيحة التى ارتكبتها مذيعة مصرية على قناة «أون تى فى» بقولها الفارغ والجاهل، إن اقتصاد المغرب يقوم على الدعارة.

تحدثت المذيعة بجهلها الفاضح، وبدت فى إساءاتها لبلد عربى شقيق وكأنها فوق المساءلة، فقبل هذه الفضيحة كانت تواصل الهجوم على الكثير بوصلات ردح دون أن يحاسبها أحد، ولأنها تستخدم رخصة «فى حب مصر» ظنت أنها ستبقى هكذا دون حساب، فبثت المزيد من ردحها حتى وقعت وقعتها مع دولة شقيقة تجهل تاريخها وحضارتها المضيئة.

تم الاستغناء عنها لكن بقى الأهم فى فعلها وهو، لماذا لم يتم محاسبتها ومراجعتها من البداية؟ وهل كان بقاؤها هو لتأدية دور معين، ولما تخطته حدث العقاب بالاستغناء؟ بقيت الأسئلة دون إجابة، ودخلت هى دائرة الإهمال لأن هناك نجوما فى مدرسة الإعلام التى تنتمى إليه بزغوا أكثر منها، غير أنها تعود من جديد مع فيلم «اشتباك» للمخرج محمد دياب الذى تم اختياره لافتتاح قسم مهم فى مهرجان «كان» وهو «نظرة ما» ففى برنامج «أنا مصر» الذى يقدمه التليفزيون المصرى تحدثت كإحدى مذيعاته عن الفيلم وهاجمته واتهمت مخرجه بالعمالة وأن أفلامه ممولة وموجهة.

لن أتحدث هنا عن أن الهجوم يأتى دون أن ترى هى الفيلم الذى لم أره أنا أيضا غير أننى أتزود نقديا فى هذا المجال بما يذكره ناقد بقامة سمير فريد الذى شاهد الفيلم فى كان ثم كتب فى الزميلة «المصرى اليوم»: «أتوقع فوز فيلم اشتباك بجائزة، أو نيللى كريم عن دورها فيه 21 مايو» وقدم فريدمبرراته لهذا التوقع وجميعها تؤكد أننا أمام فيلم كبير وعظيم بجدارة، وفى يوم 14 مايو كتب: «اشتباك مولد مخرج مصرى كبير».

وفى الزميلة الأخبار فى عددها الصادر أمس، كتبت الناقدة نعمة الله حسين فى رسالتها من «كان»: «مصر بهذا الفيلم كانت حاضرة طوال الوقت، حيث أعاد «اشتباك» الوجود المصرى بتميز شديد، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا وردود فعل مشرفة فى الصحافة العالمية» وإذا كانت الإشادة بالفيلم تأتينى هكذا عن قرب من مكان عرضه ومن إشادات يتسابق أهل الصنعة فى ذكرها، فكيف أصدق الهجوم عليه من مذيعة لم تره أصلا ولن أقول أكثر من ذلك.

هذا النوع من الفعل يذكرنا بأفعال مماثلة، أذكر منها مثلا على سبيل المثال، الهجوم الضارى الذى تعرض له الفنان نور الشريف عام 1992 لقيامه ببطولة فيلم «ناجى العلى» الذى يجسد قصة حياة ونضال أعظم فنانى الكاريكاتير العرب «ناجى العلى» وفور عرض الفيلم سينمائيا نظم إبراهيم سعدة، رئيس تحرير أخبار اليوم، حملة صحفية سخر لها صفحات «أخبار اليوم» على مدى أسابيع تهاجم الفيلم، وتهاجم نور الشريف، وبالرغم من أن «سعدة» زعم أن سبب فعله هو هجوم «العلى» على مصر، إلا أن الحقيقة كانت فى محاولته الإجهاز على أى شىء يذكر الناس بأن البندقية هى السبيل الوحيد لتحرير فلسطين، وتلك كانت قناعة ناجى العلى وراح ضحيتها.

وعلى نفس النهج أيضا، انفجرت الحملة ضد يوسف شاهين بسبب فيلمه «القاهرة منورة بأهلها» وهو فيلم تسجيلى عرض فى «كان» أيضا وقيل فى الهجوم إنه يقدم القاهرة بوجهها القبيح بتصوير العشوائيات ومساكن المقابر وغيرها، وأن ذلك يهد أى ترويج للسياحة.

هكذا سنرى أن الهجوم على «اشتباك» ومخرجه هو فعل ممتد فى حملات بأدوات متشابهة، لكن الفن الناجح يبقى، وتذهب الحملات المضادة له فى أدراج الريح.








مشاركة

التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

كيوتو في عيون وقحه

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن مصرى

استاذ سعيد الشحات . اخالفك الراى

عدد الردود 0

بواسطة:

نور

الباقي هو مصر يااستاذ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة