دونالد ترامب، المرشح الجمهورى المحتمل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، هو الحل، نعم هو الحل لمواجهة أخطر الملفات التى أغرق بها أوباما وإدارته الحمقاء العالم والمنطقة العربية، وأعنى بذلك ملف التوظيف السياسى للإرهاب والجماعات المتطرفة، فمن خلال هذا الملف المشؤوم نجحت الإدارة الأمريكية فى إشعال الحرب العالمية الثالثة انطلاقا من البلاد العربية جنوب وشرق المتوسط، بهدف تدمير الدول القومية والمستقرة ومنابع النفط وضمان أمن إسرائيل لخمسين سنة قادمة، تمهيدا لانسحابها لمواجهة تحدياتها الأخرى فى آسيا وشمال شرق أوربا.
إدارة أوباما فشلت فى مشروعها التخريبى للمنطقة بعد أن وقفت مصر وثورة 30 يونيو فى مواجهة امتداد مشروع التقسيم والتفتيت والحرب الأهلية إليها ومنها إلى دول الخليج، ولكن الدول العربية التى طالتها جرثومة المشروع الصهيو أمريكى مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن لم تبرأ من الحرب الأهلية وليس من المنتظر أن تبرأ منها قريبا، بفعل الضغوط الأمريكية التى تريد تحقيق أى نجاح يذكر فى مشروعها.
ترامب، على عكس الثنائى أوباما – هيلارى كلينتون، لا يهتم بتوظيف الإرهاب السياسى لتفتيت المنطقة العربية، ويتبنى أسلوب التعامل مع الدول المتماسكة فى الشرق الأوسط لتمرير المصالح الأمريكية، كما أن لديه توجه خاص لمواجهة جماعات الإرهاب والإسلام الراديكالى، وعدم الاعتماد على هذه الجماعات فى تمرير مصالح بلاده كما فعل أوباما، لأنه يدرك أن الجماعات الإرهابية بعد تمكينها سرعان ما تلتفت إلى رعاتها الغربيين وتوجه إليهم الضربات لتحقيق وهم الفتوحات وتكوين الإمبراطورية الإسلامية أو أستاذية العالم لا فرق.
ونظرة سريعة على موقف ترامب من حادث الطائرة المصرية المنكوبة، يتضح لنا على الفور صرامته ووضوحه فى مواجهة هذا الملف الأسود، ففى لقاء مع مؤيديه فى ولاية نيوجيرسى أبدى المرشح الجمهورى البارز استياءه من سقوط الطائرة فوق البحر المتوسط، مشيرا إلى أنه لايشك للحظة واحدة أن الحادث نتيجة لعمل إرهابى، وأن مثل هذه الأحداث الدموية الكريهة هى ما سيعمل على مواجهتها والقضاء عليها حال نجاحه فى انتخابات الرئاسة.
فى المقابل، انظروا ماذا قالت هيلارى كلينتون عن الحادث، وكذا ماذا قال النواب الديموقراطيون من أعضاء لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، كلينتون بأسلوبها الثعبانى المراوغ قالت إن على الولايات المتحدة التكاتف مع حلفائها فى أوروبا والشرق الأوسط معا لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية المنظمة، وأن تلعب واشنطن دورها القيادى فى حشد العالم كله لمواجهة تلك الجماعات المنظمة عن طريق تبادل المعلومات الاستخباراتية وإلقاء نظرة فاحصة على أمن المطارات، فالعالم كله يعتمد على السفر الجوى.
هذا ما قالته كلينتون، وهو ما يمكن أن يؤكد أى رواية مستقبلية تدعم فكرة التنصل من المسؤولية وتحميلها لشركة مصر للطيران مثلا، أو افتراض أى سيناريو تخيلى من صناعة سى آى إيه حول الحادث والضغط إعلاميا لتمريره بعيدا عن الحقيقة والأخلاق والضمير وحقوق ضحايا الطائرة.
موقف كلينتون يؤكده الأعضاء الديمقراطيون بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب، فقد خرج علينا النائب آدم شيف عضو اللجنة بتصريح غاية فى الغرابة لوسائل الإعلام، قائلا إن ما يتوافر من معلومات حول الحادث يؤكد أن شبهة الإرهاب تبدو أقل احتمالا، وأن سقوط الطائرة لو كان نتيجة لعمل إرهابى، فإنه على الأغلب تم تنفيذه من قبل فرد وليس تنظيم ، فماذا يعنى ذلك؟ يعنى فى المقام الأول أن جميع التنظيمات الإرهابية التى تنفذ مثل هذه العمليات الضخمة التى تحتاج إلى دعم لوجستى ومخابراتى على أعلى مستوى، على صلة أو تابعة بالأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، وأن تلك الأجهزة تستخدمها إدارة أوباما كذراع عسكرية لتنفيذ المهام القذرة حول العالم، ومن الأفضل للعالم أجمع أن يأتى رئيس مثل ترامب يزيح مثل هذا التوجه جانبا ويوقف مشروع التفتيت والتدمير بمنطقتنا العربية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة