دندراوى الهوارى

المشانق لأحمد بدير فى «غيبوبة».. و«الطبطبة» لمحمد دياب فى «اشتباك»

الأربعاء، 25 مايو 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الصوت العالى و«الدوشة» تقنن الأوضاع.. وابتزاز الدولة أبرز أسلحة كهنة ثورة 25 يناير


أى قرف نعيشه منذ 25 يناير 2011 وحتى الآن؟! فالثورة تحولت إلى قدس أقداس، يُقام الحد على كل من يحاول أن يقترب منه، سواء بقطع اليد أو الأرجل أو اللسان وهو المطلوب لو نطق بكلمة واحدة عن 25 يناير، بجانب إعلان الحرب على كل من يحيط بالمنتقد سواء أسرته أو أصدقائه، والمطالبة بمقاطعتهم وكأن ثورة 25 يناير الوجه الآخر لمحرقة «هولوكوست» عند اليهود. وأصبح لـ«25 يناير»، كهنة، فاق بطشهم وتنكيلهم بالمخالفين معهم، تنكيل وبطش «كهنة فرعون» برئاسة الكاهن الأعظم «هامان» الذى دافع عن الباطل، وطارد الحق، المتمثل فى رسالة نبى الله موسى وأتباعه.

كهنة الهولوكوست المصرية «25 يناير سابقا»، يتبنون استراتجية التكفير والتشويه والتهديد والوعيد للدولة ومؤسساتها، بطريقة «الدوشة تقنن أوضاع»، ويشهرون سيف اتهاماتهم السمجة والمكررة إلى حد الملل لمنتقديها بأنهم «أمنجية»، لا يتحدثون إلا بلسان الأمن المصرى، والأمن الفضائى. وما أدل على ذلك، عندما خرج هؤلاء الكهنة وفى مقدمتهم جبهة الإبداع «الثورية» لتعليق المشانق للفنان الكبير أحمد بدير، لأنه تجرأ ولعب دور البطولة فى مسرحية «غيبوبة» الذى فند فيها حقيقة الثورة ونتائجها الخطيرة على مصر، وعلى دول مجاورة مثل ليبيا وسوريا واليمن التى تكاد تكون انقرضت من فوق الخريطة الجغرافية، فتحركت كهنة وميلشيات 25 يناير، وعلقوا المشانق للفنان الكبير، وزجوا باسم الدولة، كالعادة، لإعدام الفنان، وإيقاف عرض المسرحية، ومارسوا أسفل عملية ابتزاز من نوعها للدولة والقائمين على المسرحية، ويا للأسف والمرارة والحسرة، فإن الدولة دائما تخضع لابتزاز كهنة 25 يناير.

الكهنة تمكنوا بالفعل من محاصرة مسرحية «غيبوبة»، وطالبوا الأجهزة المسؤولة بمنع عرضها زعم أنها تمثل إهانة صريحة لثورة يناير ورموزها، ودشنوا على مواقع التواصل الاجتماعى حملات لمقاطعة المسرحية وأعمال الفنان أحمد بدير، بل مارسوا بلطجة لم نشهد مثلها من قبل إلا بعد 25 يناير، عندما ذهبوا أمام المسارح فى المحافظات لمنع عرض المسرحية. وبالفعل نجح هؤلاء فى منع عرض المسرحية، وإجبار المسؤولين على إصدار قرارات رسمية بمنع عرضها واتهموا الفنان أحمد بدير بأنه «معادى» لـ«الهولوكوست» والسامية، «أقصد الثورة»، وأن مشهد بكائه على شاشة إحدى القنوات الفضائية، حزنا وألما على رحيل «حسنى مبارك»، دليل قاطع من، وجهة نظر الكهنة، على مدى عداء أحمد بدير للثورة. تم إيقاف عرض المسرحية رغم النجاح الكبير الذى حققته عروض المسرحية، على مسرح السلام، ونفاد التذاكر بالمحافظات، ونسأل هنا: أليست المسرحية عملا فنيا وإبداعيا، ومطالبة الدولة بالتدخل لإيقاف عرضه يعد لطمة قوية على وجه حرية الإبداع والتعبير؟

وننتقل إلى صورة أخرى للمشهد «المثير للاشمئزاز»، تتمثل فى اندلاع انتفاضة كبرى من كهنة 25 يناير «ضد منتقدى أعمال الناشط الثورى والسياسى المخرج محمد دياب»، ضد ما يعتقدون بأن هناك كائنات أمنية فضائية تريد وأد الإبداع الثورى، وقتل المواهب الثورية، وإخراس ألسنة النشطاء، وأن الدولة ومؤسساتها الرسمية هى التى استدعت هذه الكائنات، لتمنع عرض فيلم اشتباك، وبدأت تنظيم حفلات البكائيات، واللجوء للدوشة من أجل تقنين الأوضاع، على اعتبار أن الصوت العالى، سيف قادر على قطع ألسنة من يتفوه ولو بشطر كلمة نقد للثورة.

المشهدان شارحان بكل قوة للحالة التى نعيشها فى مصر حاليا، هناك إجماع شعبى مهدرة حقوقهم، من الرافضين لنتائج ثورة 25 يناير السيئة، وهناك أقل الأقلية من الجماعات والتنظيمات والحركات وكهنة الثورة، صوتهم عالٍ يجبرون الدولة على تلبية أهدافهم، وتنفيذ مطالبهم، ويشهرون سيوفهم لقطع ألسنة معارضيهم، ويتبعون سياسة الكيل بألف مكيال، يعلقون المشانق لأحمد بدير ويوقفون عرض مسرحيته ويعتبرونه أمرا عاديا، ويدافعون عن أفلام محمد دياب التى تهاجم الدولة وتعرى المجتمع المصرى ويعتبرونه إبداعا، ما هذا بحق السماء؟

لكن، والله، سأنتقد أى عمل أو توجه يصطدم بأمن وأمان واستقرار هذا الوطن، وسأهاجم بكل ضراوة وشراسة من يقترب من درع الوطن وسيفه البتار «الجيش المصرى العظيم»، ولا يوجد عندى جهة أو أشخاص أو سياسيون أو فنانون أو رياضيون أو إعلاميون أو مسؤولون على رأسهم ريشة، سأنتقد إن كان هناك ما يستحق النقد، وسأشيد بأى منجز ونجاح على الأرض إن كان هناك إنجاز.
ملاحظة:

تلقيت مكالمة تليفونية من الكاتب الصحفى والإعلامى الأشهر خيرى رمضان، مساء أمس الأول، أكد لى فيها، أن ما نوهت عنه فى مقالى أمس الأول بأن الداعية معز مسعود تلميذ طارق، سويدان، أبرز الداعمين لجماعة الإخوان، ليس صحيحا، وأن معز مسعود هو التلميذ النجيب للدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، لذلك وجب التنويه والإشارة لتصحيح أستاذى المحترم «خيرى رمضان».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة