عبد الفتاح عبد المنعم

صرخة شيخ الأزهر من قلب القاهرة بدلاً من باريس!

الأربعاء، 25 مايو 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على الأزهر تنقية مناهجه من التطرف والخرافات ونفى الآخر
أعجبتنى جدا الكلمة الرائعة التى قالها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، إمام الملتقى الثانى للحوار بين حكماء الشرق والغرب بباريس، التى رسم فيها خريطة طريق حقيقية لتعامل الإسلام مع الغرب بصورة حضارية، تجعلنى أتفق معه فيما قاله الإمام الأكبر، حيث حدد بالفعل آليات التعامل الحقيقى حتى للمسلمين فى أوروبا وأمريكا، حيث قال «أدعو المسلمين فى أوروبا إلى أن يعوا جيدا أنهم مواطنون أصلاء فى مجتمعاتهم، وأن المواطنة الكاملة لا تتناقض أبدا مع الاندماج الذى يحافظ على الهوية الدينية، وأنه لا ينبغى أن تكون بعض القوانين الأوروبية التى تتعارض مع شريعة الإسلام حاجزا يؤدى إلى الانعزال السلبى والانسحاب من المجتمع، وأنه يجب أن تكون نظرتنا الجديدة للغرب موضوعية مبنية على مبدأ التأثير والتأثر، حيث لم يعد أى من الشرق والغرب اليوم بمعزل عن الآخر، فكلاهما يؤثر فى الآخر ويتأثر به، وأن العولمة مثلت مرحلة جديدة على طريق الصراع العالمى، ولابد من استبدالها بـ«العالمية»، والعولمة أدت إلى تدمير هوية الشعوب وخصائصها التى خلقها الله عليها وأوضح شيخ الأزهر، أن العالمية عبر عنها شيوخ الأزهر فى القرن الماضى بأنها الزمالة العالمية أو التعارف كحل لانقسام العالم وتكريس الثنائيات الحادة التى تنتهج الصراع وتشعل الحروب، مؤكداً أن عالمية الإسلام تنظر إلى العالم كله على أنه مجتمع واحد تتوزع فيه مسؤولية الأمن والسلام على الجميع، مشيراً إلى أن العدل والمساواة بين البشر هى حدود كونية لله على هذه الأرض، حيث إن العالمية تفرض علينا أن نعيد نظرتنا فى فهمنا للغرب لتوظيف المشترك الإنسانى وجميع صانعى القرار والمؤثرين فيه تحمل مسؤولياتهم لصد الإرهاب العالمى، وأيضا التصدى لمحاولات تهويد القدس، وضورة توفير حل القضية الفلسطينية يمثل مفتاح المشكلات الكبرى التى تعيق التقاء الشرق بالغرب وتباعد ما بين الشعوب وتؤجج صراع الحضارات».

هذا أبرز ما جاء فى كلمة الإمام الأكبر فى قلب أوروبا التى أعتبرها صرخة حقيقية لبدء التغيير الحقيقى فى نظرة الغرب للإسلام الذى أصبح مختزلا فى أفكار القاعدة وداعش والإخوان، ولم يعد هناك غربى واحد إلا من رحم ربى ممن يعرفون المعنى الحققى للإسلام الصحيح والوسطى، والحقيقة أننى أعتبر جزءا من مناهج الأزهر الحالية تسهم فى التطرف والتخلف والإرهاب والخرافة، وأنه من الضرورى أن تكون صرخة الإمام الأكبر فى قلب الأزهر من القاهرة، وأن القيم التى نادى بها شيخ الأزهر من باريس يجب أن يطبقها فى القاهرة من خلال تغيير كامل وشامل للمناهج الأزهرية التى لو قرأت بمفردها لتحول المسلم البسيط إلى قائد لتنظيم داعش.

والحقيقة أن هناك محاولات جادة من قيادات الأزهر، ولكن هناك من يعرقل تلك المحاولات التى تهدف إلى تنقية مناهج الأزهر من الابتدائية حتى الجامعة من كل ما هو مسىء للإسلام، وحذف كل الأحاديث الضعيفة التى قد تسىء لشرع الله، وهو ما يجعلنى أطالب الإمام الأكبر بأن يعيد صرخته مرة أخرى، ولكن من الأزهر لكى يقضى على ما تبقى من فكر الدواعش والوهابيين والإخوان، وهم ليسوا بقلة بكل الموجودين فى كل المناصب بالأزهر الشريف وأغلبهم يعرقلون خطط الإصلاح الحقيقية التى تخدم الإسلام فى كل مكان، وتؤدى بالفعل إلى خلق جيل جديد من المسلمين القادرين على الرد على كل ما يتم نشره من خلال قنوات رسمية منها الأزهر تخالف العقل والمنطق، بل والشرع نفسه، وهو الأمل الباقى لنا جميعا، لأن استمرار تجاهل تنقية هذه المناهج سيؤدى فى النهاية إلى طريقين، إما التطرف الكامل أو الإلحاد الكامل، وهو ما نخشى عليه فى مجتمعنا فى مصر والعالم الإسلامى الذى يعتبر الأزهر أحد أهم مرجعيته الإسلامية.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة