أكرم القصاص

تسويق السياسات.. وحروب التسريبات

الخميس، 26 مايو 2016 07:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

روسيا وأمريكا وسباق الدعاية


نحن أمام حروب تسويق للسلع والبشر والمنتجات والسياسات، وحتى الحروب، وهى القاعدة التى حكمت العالم طوال الحرب الباردة، لكنها اتسعت لتشمل حروب الشبكات والتسريبات، وكان هذا موضوع كتابى، «عولم خانة»، الذى يرصد كون العالم يقوم على التسويق والدعاية.

فى السياسة فإن نجاح السياسات الداخلية والخارجية للدول، تحكمها مدى قدرتها على تسويق هذه السياسات، بالشكل الذى يمنحها شرعية. خاضت أمريكا بعد 11 سبتمبر واحدة من كبرى حروب الدعاية والتسويق للحرب، أسمتها حرب العقول والقلوب، تمت باستئجار شركات كبرى فى التسويق، منها شركة نجحت فى تسويق بعض أنواع السلع الراكدة، ومنها نوع من الأرز، نجحت الشركة فى تسويقه ليتفوق على منافسيه، .تم اختيار الشركة لتسويق حرب القلوب والعقول، وتم تجنيد أعداد من الشباب العربى علنا، عن طريق إعلانات فى الصحف، تطلب «شباب عربى يجيد اللهجات المحلية العراقية».

وتم التعاقد مع معلمين لتدريس اللغة العربية والعادات والتقاليد للجنود، خصوصا لعملاء الاستخبارات الذين ذهبوا للحرب. وتمت إقامة محطة فى ألمانيا لتدريب الفرق التى مهدت للهجوم.

كان غزوا، لكن أمريكا باعته، على أنه إنقاذ للبشرية، وانتشر مبشرون أمثال توماس فريدمان الكاتب فى نيويورك تايمز، الذى بشر بما اسماه السيارة الليكزاس وغصن الزيتون، وباعتبار أن غزو العراق، مقدمة لرفاهية المنطقة، كانت واحدة من كبرى عمليات تسويق الكذب، ظلت الولايات المتحدة تعتبر حلفاءها ديمقراطيين، طالما ارتبطوا بالنظام الرأسمالى، والمعونة التى تعود إلى أمريكا وخبرائها، والمنظمات التى تنفذ أجندتها.

الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اكتشف أن التسويق أهم خطوة للسياسة، ضمن أكبر عملية لسياساته، تسويق عملية القوات الروسية فى سوريا، سبقتها تسريبات تكشف عن علاقات داعش والتنظيمات الإرهابية بتركيا وحلفاء أمريكا، وتدخل ليعلن أنه يحارب الإرهاب الذى تحاربه أمريكا وأوروبا، بل إن دول أوروبية، مثل فرنسا، بدت أقرب إلى الحل السياسى.

روسيا كشفت اللعبة فى سوريا، والفرق بين معارضة غائبة، وإرهاب تموله دول وأجهزة تسرق النفط. وحتى فى لعبة الضحايا، نجحت روسيا فى مواجهة الدعاية الأمريكية، وإظهار الضحايا لكل الأطراف.
حرب الدعاية وصلت إلى حروب الوثائق، استضافت روسيا إدوارد سنودن العميل السابق لوكالة الأمن القومى الأمريكى، ومنحته اللجوء السياسى، وهو الذى كشف عن برامج التجسس الأمريكى على أوروبا، حلفائها، وينوى طرح وثائق جديدة، يقول إنها تحمل الكثير من المفآجات. وحتى فى لعبة التسريبات، ساندت أمريكا تسريب وثائق بنما، كانت تستهدف مقربين من الرئيس الروسى بوتين، وليست فقط نتاج عمل استقصائى، حيث يكشف عن شبكة علاقات مؤسسات الصحافة الاستقصائية مع أجهزة ودول ومؤسسات تمويل، ضمن حروب الدعاية التى تديرها الأجهزة لصالح الدول. إنها حروب كسب العقول والقلوب والأموال والثروات.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة