سعيد الشحات

كلنا طرطوس واللاذقية والجبلة

الخميس، 26 مايو 2016 07:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

7 مذابح دون هاشتاج مثل «كلنا حلب»


فى بداية الشهر الجارى اشتبكت مع الحملات الإعلامية المكثفة فى بعض الفضائيات وهشتاجات على تويتر التى حملت عنوان «كلنا حلب»، كتبت وقتها على صفحتى فى «فيس بوك» مذكرا بأن الأزمة السورية شهدت فى مراحلها الأولى زخما إعلاميا قادته فضائية الجزيرة، وكانت تبث صورا عن مظاهرات فى أنحاء سوريا على أنها ثورة الشعب السورى ضد نظام بشار الأسد، وفيما بعد اتضح أن هذه الصور مزيفة، ويتم تصنيعها فى معامل خاصة فى فرنسا لصالح قناة الجزيرة.

قلت فى تعليقى أن قصة هذه الصور المزيفة ذكرها الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل، فى حوار له بصحيفة الأخبار أجراه معه رئيس مجلس إدارتها وتحريرها الزميل ياسر رزق، واستنادا لذلك طلبت التدقيق فى صحة صور الضحايا التى تبثها حملة «كلنا حلب»، خاصة أن هناك من ذكر أن بعضها قديم، وتساءلت عن مقاصد الحملة، والجهة التى تقف وراءها، وذلك حتى نعرف من المستفيد، ولم يكن كلامى بمثابة إعطاء صك البراءة لنظام بشار الأسد، باعتبار أنه الجهة التى تتهمها «كلنا حلب» بارتكاب المذابح فى المدينة التى يتصارع كل أطراف الأزمة السورية للسيطرة عليها.

كان رد الفعل على ما ذكرته هائلا، وشمل سبا وشتما لى بالأم والأب، بالإضافة إلى تهديدات، وامتد هذا السخف إلى محمد حسنين هيكل كشخص دون احترام لحرمة الموت، وهناك من كتب باسمه، وهناك من كتب بألقاب وأسماء مستعارة، غير أن نوع الشتائم والسباب كان يقود بسهولة إلى معرفة نوعية وعى أصحابه، وإلى أى فكر ينتسبون.

أذكر هذه الحكاية بمناسبة ما حدث يوم الاثنين الماضى من مذابح فى مدن جبلة وطرطوس واللاذقية، حيث وقعت 7 تفجيرات أدت إلى مقتل عدد كبير، وصل حتى أمس الأربعاء إلى 154 قتيلا، هذا بخلاف إصابة ما يزيد عن 200، وكل هؤلاء من المدنيين العزل، وبعضهم طلاب مدارس وجامعات كانوا فى طريق عودتهم، وأحد هذه التفجيرات نفذها انتحارى فى مدخل قسم الطوارئ بمستشفى جبلة، وتفجير آخر وقع قرب مديرية الكهرباء فى نفس المدينة، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هذه الجرائم البشعة، كما اتهم النظام السورى «أحرار الشام» إلى جانب «داعش» لكن التنظيم نفى.

سارعت جهات دولية عديدة إلى استنكار ما حدث، ليس من بينها بالطبع الأطراف الإقليمية والدولية التى تساند جماعات الإرهاب فى سوريا، لكن المثير فى كل ذلك هو هذا الصمت الرهيب، الذى التزم به أطراف هشتاج «كلنا حلب»، وسبقنى إلى هذه الملاحظة المهمة الصديق عماد الدين حسين، رئيس تحرير الشروق، فى مقاله أمس بالجريدة.

استخدمت حملة «كلنا حلب» صور الضحايا لتوظيفها فى إدانة النظام السورى، باعتباره الجهة التى ترتكب كل المجازر ضد شعبه، لكنها لم تقترب من بعيد أو قريب إلى التنظيمات الإرهابية ودورها هى الأخرى فى الدماء التى تسيل ليس فى حلب وفقط، وإنما على كل الأرض السورية، وقاد هذا النهج إلى الشك بأن الذين يقفون وراء «كلنا حلب» إما أجهزة تنتسب إلى دول متورطة فى الحرب السورية بمساندة الجماعات الإرهابية فيها، وإما أذرع إعلامية لهذه الجماعات، أو الاثنان معا وهذا هو الصحيح.

غير أن هذا الشك يصل إلى حالة اليقين الآن فى تقديرى، وذلك استنادا إلى ما حدث مع مذابح الاثنين الماضى، فلم نجد «هاشتاج» يحمل عنوان «كلنا طرطوس وجبلة واللاذقية»، وكأن الدماء التى سالت لا تستحق.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة