جيلان جبر

لماذا الآن؟!

الخميس، 26 مايو 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
متى تتوقف هذه المحاولات العدائية اليومية ضد مصر؟ هناك سيناريو دراماتيكى على الدولة المصرية بالتوالى، فقد تجد أزمة، أو كارثة داخلية، أو خارجية يومية.. المشهد متكرر مرة اقتصاديا أو سياسيا أو إنسانيا.. المهم فرض محاولات تهدد حالة التنمية والصمود لمصر، ولكننى مع ذلك مازلت على يقين أننا سنستمر ونتحرك بالقدرة الذاتية، وبالدور المحورى رغم أنف الجميع. نعم.. فمهما كانت الخسارة مكلفة أو موجعة فهى ضمن هجمات متوقعة لحرب البقاء.. وينتصر فيها كل مرة القيادة والشعب المصرى. هذا كان ضِمْن محور حديثى مع صديقى المغترب، والذى حضر منذ أيام لزيارة قصيرة للوطن، فوجدته يرد بثقة وحزن: المهم أن تكشف مصر سريعا الجهة التى خططت ضدكم بالخراب وبالهدم، وليس فقط كل المتورطين أو المنفذين لهذه العملية؟!

وصمت أمامى للحظات ونظر بإمعان بعيدا وهو يقول: هل تعلمين مثلا من أكثر الدول المستفيدة من هذه الكارثة «الطائرة المنكوبة»؟ والتى جعلتها تخرج بهذا الشكل وفى هذا التوقيت بالذات؟! فقلت له بهدوء شديد: من الدول، أم المفروض السؤال يكون من التنظيمات الإرهابية؟! فابتسم وأجاب بنبرة خبرة: لا لا ااا أنت تعلمين جيدا أنه لا يمكن لتنظيم إرهابى أن يستمر دون رادع إلا إذا كان وراءه دولة لتحصنه أو لتحميه أو تدعمه، وبما أن أسلوب التدخل عسكريا أو بالاحتلال المباشر مكلف ومرفوض دوليا وغير مطروح شعبيا.. فأكبر الدول خوفا من زيادة التكلفة السياسية قررت تحول تنفيذ طموحها لجهات معينة، أو أيادٍ ملوثة هى من تنفذ لتسيطر على الأرض، وبالتسوية السياسية فى النهاية تكتسب بالنفوذ وتضعف هذه الدولة بأجندات للطوائف، أو بمعارضة مسلحة، بعمليات إجرامية، أو عدد من الأزمات، وتحصل بها على رأى عام يشكل «لوبى» أو دعما يصعد فى المحافل الدولية، ويسمح بتنفيذ حصار، وتحجيم قدرات الدول المستقلة إلى رهينة لأحداث أمنية، وتهدد بتوابعها لإرهاب على المنطقة.

فأجبته بسرعة: إذا قد تكون الإدارة الأمريكية الحالية هى من ضمن أكثر المستفيدين من هذه الكارثة الإنسانية! فرد بثقة: أكيد، فكما كانت متميزة دائما فى صناعة المحركات والاتصالات الإلكترونية لأهم وأكبر الطائرات، فأمريكا أيضا تحترف صناعة الأزمات السياسية، فالملاحظ الآن أن الأكثر تشددا فى الملف الليبى الساخن على السطح فى هذه الفترة هو الطرف الأمريكى، وحليفه الانجليزى، وأمامهما مشكلة واحدة أن هناك ثلاث دول تملك أهم الأوراق للتحرك، أو الضغط على الأرض فى ليبيا، وفى هذا الملف بالذات إيطاليا، مصر، وفرنسا لهم الكثير فى ليبيا! إذا فلن تترك أمريكا هذه المساحة من الكعكة الاستراتيجية مهما كانت الأحداث، فلا لإيطاليا بتاريخها الطويل والقديم فى ليبيا، ولا لفرنسا بتراكم مكتسباتها السياسية بصفقات سلاح، والصفقات الاقتصادية، أو المبادرات السياسية مع مصر والخليج، أو حتى مع عدد من الدول العربية والأفريقية، وطبعا مؤخرا لن تترك الاستراتيجية على البحر المتوسط مفتوحة للدب الروسى ليكون لديه قاعدة عسكرية إضافية هناك.. فيكفى ما حصدته روسيا من مكاسب سياسية وعسكرية من تدخلها مؤخرًا فى سوريا، لذلك نجد أنه تم ضرب العلاقة أولا بين مصر وروسيا، ثم مصر وإيطاليا، ثم مؤخرًا مصر وفرنسا، لأن الأرض التى تجمعهم والعامل المشترك بينهما، هو فى هذا الملف الساخن الذى يحمل الكثير من التعاون والتنسيق هو ليبيا.. إذا نجد المتضرر الحقيقى من هذه العلاقة القوية حاليا هى أمريكا، فالانتصارات الرمزية لإدارة أوباما لا تكفى، ويبقى أن تضمن بقاء المشهد بين الفوضى والضعف بهدف الانتصار بالرئاسة للحزب الديمقراطى فى الشهور المقبلة، فعليها أن تتعاون دون تعظيم أدوار لأحد، وتتعاون مع حلفائها الجدد لتنفيذ مخطط حصارها على مصر وغيرها، وذلك باستخدام أوراقها مع إنجلترا أو إسرائيل أو إيران وتركيا، وتنفيذ هذه الخطة ربما يكون عن طريق العلاقات لهذه الدول مع عدد من التنظيمات الإرهابية، ولذلك فهى ليست مجرد صدفة أن تسقط هذه الطائرة فى هذا المكان وهذا التوقيت، إنها ضمن الرسالة الدموية الموجهة للبلدين «لمصر وفرنسا»، لتتراجع كل منهما، ربما عن دور معين مقبل يعتمد على التنسيق المقلق بين مصر وفرنسا وإيطاليا فى الملف الليبى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة