منذ 8 سنوات لم أسافر إلى الصعيد وكنت وقتها فى الصف الثانى الثانوى - تقريبًا – مع بداية شهر مايو الحالى ذهبت فى زيارة خفيفة استغرقت 3 أيام وذلك للاطمئنان على جدى وصحته ومواساته فى وفاة جدتى - عليها رحمه الله – التى توفاها الله فى العشر الأواخر من رمضان فى العام الماضى.
احتفى بى جدى اختفاء كبيرًا وأصر على عدم عودتى إلى بيتى فى القاهرة وقال: "يا ولدى خليك جاعد معانا وصوم هنا وافطر معانا الواحد مضمنش عمره ".. قلت له: "إن شاء الله نيجى دايما فى الأفراح والمسرات يا جدى ودايما مفتوح البيت بوجودك.. وأطال الله فى عمرك وأحسن خاتمتك".
ومن الصدف العجيبة، أن زارنا أخى الأصغر فى نفس زيارتى لجدى وأتى ليجلس معنا بالرغم من انشغاله فى دراسته الجامعية خصوصا مع اقتراب موعد الامتحانات.. سبحانك يا ربى وكأننا نودعه ونحن لا نعلم.
جلسنا سويا على "كافتريا الحرمين" بمجمع المحاكم، بعد العشاء يومًا- فشاهدنا التلفاز -.. وكان وقتها الخناقة المعروفة مع نقابة الصحفيين يوم 4 مايو، "وأوصانى ونصحنى " يا ولدى احنا طول عمرنا مع بلدنا اياك تشرد كدة أو كدة الراجل بيشتغل وبيعمل شغل فى البلد اما دول ولا دول عايزين يخربوها ويوقفوا حال الغلابة ويعطلوا مصالح الناس وعشان ربنا يكرمكنا لازم نقف مع بلدنا ومع رئيسنا".
رحمك الله يا جدى فقد كنت حكيما صالحًا ولا نزكى أحدًا على رب العباد.. فدوام الحال من المحال وسبحان من له الدوام والبقاء لله وحده، توفاه الله عقب صلاة الفجر يوم الخميس الموافق 19 من مايو عام 2016، بعد أن رجعنا للقاهرة بحوالى أسبوع.
ولا نملك إلا الصبر والدعاء له: "اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعفُ عنه وأكرم نزله ووسع مدخله ونقه من الذنوب والخطايا بالماء والثلج والبرد، اللهم آنس وحشته وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه، اللهم اجعل القران العظيم أنيسه.. اللهم ان كان من المحسنين فزد فى إحسانه وإن كان من المسيئين فتجاوز إنك أنت الأعز العزيز الأكرم يارب العالمين".. وجميع موتى المسلمين.
رجل مسن - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة