لم يكن يعلم أن سن العشرين من عمره هو بداية الصراع مع المرض، وظروف الحياة الاقتصادية الصعبة، وضياع بصره لتتحول حياته لسواد قاتم، بمجرد تعبه سارع بالكشف والعلاج والتحاليل، ولكن شاءت إرادة الله أن يضيع بصره بسبب الفقر.
10 سنوات مع المرض بين الأمل واليأس
وقال سامح إنه منذ كان عمره 15 عاما، بدأ يشعر بتعب فى عينيه، وقلة المال والفقر، حال دون الكشفوالشفاء، حتى أعلنت إحدى الجمعيات الخيرية عن تنظيم قافلة طبية خاصة بالعيون فسارع إليها على أمل الشفاء، وبالفعل بعد الفحص تبين أنه يحتاج إلى عدسات فتم تحويله لمستشفى خاص وتركيب العدسات ليشعربارتياح فى الرؤية، وعادت البسمة من جديد على شفتيه ظانا أن الحياة تبسمت له من جديد، مع سن العشرين من عمره، ولكن فرحته لم تدم طويلا.عدم المتابعة أدت لانعدام الرؤية
تنهد سامح واستدرك قائلا: بعدما بلغت سن العشرين عاد الألم من جديد وبقوة، وقلة الرؤية بشكل أكبر مما كان، وطلب منى الجيران المتابعة مع أحد الأطباء ولكنى لا أملك قوت يومى فكيف لى بالمتابعة مع الأطباء، إذا كنا لا نملك قوت اليوم، فمن أين لى بثمن الكشف، وكيف لى أن أنتقل من قريتى حتى المدينة ومن سيتولى أمرى، وأمى معاقة، وأبى يسارع الزمن للحصول على قوت يوم بيوم.
حالتى الأسرية أجبرتنى أن أهمل الكشف والعلاج
لم يتمالك سامح دموعه وانهار باكيا، حينما قال له أحد الأطباء أنت السبب وأهملت فى الكشف والمتابعة، وقال "يا بيه أنا مجبر" أمى عاجزة ومعاقة وبتعافر على لقمة عيشنا، وأخى مريض، وأبى يعمل ليل نهار لتوفير ثمن لقمة العيش، وبدلا من أن أساعدهم أطلب منهم، رضيت بهمى ونزلت شغل فى مصنع ملابس على أمل أن يسترنى الله ويعيننى فى مساعدة أهلى، ولكن جاءت الأقدار بما لا تشتهى السفن.الصدمة: بداية انعدام الرؤية وضمور العين
وأوضح سامح: سريعا ما تطورت الأحداث وضعفت الرؤية حتى انعدمت تماما، وأصبحت لا أرى، وهنا استخسرت أمى الطعام والشراب لتوفير ثمن الكشف، وكلها أمل أن يعيد الله إلىّ نظرى، ولكن صدمت حينما نهرها الأطباء واتهموها بالتقصير، والتسبب فى ضياع عين ابنها للأبد، ولم تملك إلا البكاء والإحساس بالذنب.
وأضاف أن تقارير الأطباء أكدت أن عدم المتابعة ونزع العدسات التى تم تركيبها أدى لالتهابات حادة وضمور فى شبكية العين، نتج عنها انعدام الرؤية، وصعوبة العملية الجراحية، وقالت التقارير الطبية إن حدة الإبصار بالعين ترى الضوء فقط، والقرنية بها عتمات متعددة طرفية ومركزة وغير منتظمة العمق وسليمة المحتوى، وبها التصاق وضمور.
صدمة التقارير الطبية وتمنى الموت وأمل الرؤية
واستأنف سامح كلامه: خرجت من عند الأطباء واليأس يتملكنى وعكفت فى غرفتى أياما وليال أتمنى الموت أن يدركنى أفضل من السواد القاتم الذى أحيا به، ورؤية حسرة أمى على حالى، وبعد شهور من هذا الحال طلب منى صاحب العمل الخاص الذى كنت أعمل به العودة للعمل والتوقيع فى دفتر الحضور والانصراف حتى يصرف لى مكافأة شهرية، وبعد محاولات من اليأس والإحباط وافقت حتى أساعد أمى شيئا ما.وقال: بعد خروجى للشارع كانت المفاجأة حيث إننى رأيت الضوء الساطع المباشر، كشعاع نوروفرحت وكلى أمل فى كرم الله أن يعود إلى بصرى، ومع أول راتب من صاحب العمل حاولت تكرار المحاولة مع الأطباء، واكتشفت أنى أرى الضوء حينما ينخفض ضغط العين، وقال بعض الأطباء إن هناك أملا كبيرا فى عودة الرؤية بعد إجراء عملية جراحية كبيرة.
من أين لى بثمن العملية وأنا لا أملك قوت يومى؟
بكم ثمن العملية يا سامح؟ سؤال طرحناه عليه، غاب فى الرد والإنصات، ورفع وجهه للسماء وقال، مش عارف، وهسأل ليه على حاجة مش هقدر عليها، كل اللى أعرفه إنى وأهلى هنجيب منين ألفات مؤلفة للعملية.
واستدرك حديثه قائلا: مش عايز أعرف ثمنها وتكلفتها كل اللى أنا عارفه إنى ممكن أشوف ويرجع لى بصرى وأملى فى الحياة مثل أى شاب طبيعى فى ريعان شبابه، وأتمنى من الله أن يرزقنى بأهل الخير من المسئولين وميسورى الحال أن يتابعوا حالتى الصحية من خلال أطباء متخصصين لعمل العملية ولا أريد سوى عودة نور عينى لمساعدة أمى المعاقة.
موضوعات متعلقة..
- غادة والى: المعاشات زادت منذ 25 يناير بنسبة 60% وفلوس التأمينات فى مأمن"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة