«إنه فى غياب فاعلية المجتمع الدولى الذى لا يمارس أى سلطة ولا يبحث عن إعادة الحقوق للشعب الفلسطينى، نحن كمدنيين نفعل ما بوسعنا لأجل ذلك، وأقصد مقاطعة إسرائيل»، قائل هذه الكلمات هو المخرج البريطانى الشهير كين لوتش، الحاصل منذ أيام قليلة على السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائى العالمى عن فيلمه «أنا دانييل بلايك»، قال ذلك من قلب العاصمة الفرنسية يهاجم إسرائيل ويدعو لمقاطعتها كأحد الحلول المتاحة أمام الشعوب والمدنيين، لقول كلمة الحق وذلك بسبب ما يفعله جيش الاحتلال من انتهاك لحقوق الشعب الفلسطينى، وهذا الموقف الذى فعله «كين» دليل قوى على أن الفن وناسه ما زالوا بخير.
والحكاية هى أنه بعد حصول «كين لوتش» على الجائزة الأهم فى مهرجان كان السينمائى هذا العام توجه ناحية باريس لافتتاح الدورة الثانية لمهرجان السينما الفلسطينية، الذى يُعرض خلاله ما يزيد على ثلاثين فيلما فلسطينيا، تتنوع بين القديم والجديد، وبين الروائى والوثائقى، والمهرجان سيقام فى أكثر من مكان فى باريس وضواحيها، وقام «لوتش» بإلقاء كلمة فى افتتاح المهرجان مستغلا كاميرات العالم المتطلعة إليه بصفته نجم مهرجان «كان السينمائى» هذا العام، ومتجاهلا المتاعب والمصاعب التى من الممكن أن يتعرض لها بسبب هذه التصرفات، ومضحيا بالمكاسب المادية التى كان له أن يحصل عليها لو هادن إسرائيل ونافقها.
ولنا أن نعرف أن المخرج البريطانى ليس مجرد شخص حاصل على جائزة عالمية ومتضامن مع القضية الفلسطينية، لكنه واحد من الشخصيات الراعية لهذا المهرجان، إلى جانب مخرجين كبار مثل كوستا جافراس وتونى جاتليف وروبير جيديغيان وإيال سيفان، مما يدل على إيمانه بالقضية وأن الأمر لديه ليس محاولة لقول شىء مختلف لكنه إحساس بمعاناة شعب ومأساته.
موقف كين لوتش وتصريحاته لها أكثر من ناحية إيجابية منها ما يتعلق بموقف مهرجان كان السينمائى، لأن منح فيلم «أنا دانييل بلايك» ومخرجه جائزة السعفة الذهبية وهو معروف بموقفه ضد إسرائيل يسقط عن هذه الدورة الاتهام بالتسييس، وهو أمر يجب التوقف أمامه كثيرا وتأمله، كما يجب المطالبة بتوفره فى كل مهرجانات العالم الفنية والثقافية، ومن ناحية أخرى فوجود مهرجان لفلسطين فى باريس برعاية مثقفين وفنانين كبار دليل قوى على أن القضية الفلسطينية ما زالت قادرة على اكتساب أصدقاء ومؤيدين وأن الإعلام الصهيونى لم يستطع فرض تأثيره النهائى على أوروبا.
جزء آخر علينا توقعه فى سيناريو كين لوتش ففى الأيام القليلة المقبلة سوف تطارده العصابات الإسرائيلية بتهمة «معاداة السامية» وحينها يجب أن يكون لنا موقف واضح لصالحه ولصالح أنفسنا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة