كواليس الواقعة، دارت فصولها فى مركز كفر صقر بمحافظة الشرقية، عندما ذهبت سيدة بطفلها لإحدى المراكز الطبية لعلاجه، وأثناء جلوسها وقتاً طويلاً داخل المركز تعرفت على سيدة أخرى، وتجاذبت السيدتان أطراف الحديث، حيث نشأت بينهما علاقة صداقة سريعة، وتحركت السيدتان لشراء بعض المستلزمات الطبية بالخارج، ومنحت الأم طفلها لصديقتها لتحمله حتى تخرج نقودها لشراء المستلزمات الطبية، وأثناء انشغال الأم بذلك تحركت السيدة الأخرى بالطفل وهربت به بعد اختطافه.
أصيب الأم بصدمة وحالة انهيار على ضناها الذى لم يتخط بعد شهره الثامن، حيث مازال قطعة لحم حمراء، ونصحها البعض بالذهاب إلى مركز الشرطة، حيث حررت المحضر رقم قم 3856 إدارى مركز كفر صقر لسنة 2003، بالواقعة، وقالت فيه إنها تدعى "شيماء.ث" ربة منزل وأن سيدة اختطفت ابنها "محمد" الرضيع وهربت به.
حاولت الأجهزة الأمنية التوصل إلى أية معلومات عن خاطفة الطفل، إلا أن جميع المحاولات لم يُكتب لها النجاح، ومرت سنوات طويلة تخطت الـ13 سنة، والأم لم تفارق وجهها الدموع، ولم تدخل الفرحة قلبها أو بيتها، يخاصم النوم جفون العيون، لا تكاد تقف فى الشارع حتى لا ترى الأطفال وهم يذهبون إلى المدرسة وهى تتخيل ابنها بينهم.
حاول البعض إقناع الأم أن ابنها قد يكون فى تعداد الموتى، إلا أن قلب الأم كان يصرخ ويؤكد أن ابنها على قيد الحياة وحتما سيعود، ولم يبال المقربون من الأم بحديثها عن عودة ابنها، خاصة بعد مرور هذه السنوات الطويلة وتغير ملامح وجهه وجسمه، لكن تمسك الأم بالله وبالأمل كان دائما حاضرا
تخرج الأم كل يوم وتقف أمام باب منزلها تحت حرارة الشمس الحارقة فى الصيف وبرودة الجو فى الشتاء تنتظر ابنها لعله يعود إليها، وسط عيون تنظر إليها بالشفقة والعطف، لكن قلبها كان يؤكد لها أنها ستراه قبل أن تموت.
قررت شقيقة الطفل المختطف أن تخفف عن أمها هذا العذاب، فلجأت إلى مواقع التواصل الاجتماعى والفيس بوك ونشرت صور شقيقها، وكتبت قصته واستعطفت الجميع أن يدعموا أسرتها بأية معلومات، حتى قاد القدر فتاة أن تستجيب لصرخات هذه الأسرة على الفيس بوك، فأرسلت إليهم رسالة الأمل، مفادها أن هناك جارة لهم تدعى "أسماء.م" ظهر برفقتها طفل منذ 13 سنة وهو ليس بابنها ولا يعرفوا من أين أتت به.
أسرعت الأسرة بهذه الرسالة وألقتها فى حوزة رجال الشرطة بمركز كفر صقر، وبدأ رجال المباحث يفتحون ملف القضية من جديد، فجمعوا التحريات والمعلومات وتأكدوا أن السيدة ليس لها أطفال، وأن الطفل لا يخصها، فداهمت حملة أمنية منزلها وألقت القبض عليها، فانهارت واعترفت بجريمتها باختطاف الطفل قبل 13 سنة من الآن، ليتم اقتيادها للقسم وتحرير محضر لها، وتم تخصيص سيارة لنقل الطفل لأحضان أمه، التى انهارت من الفرحة لتصرخ بأعلى صوتها : "مش قلت لكم محمد راجع".
وأصيب الطفل بحالة من الدهشة بعدما تربى فى أحضان سيدة لمدة 13 سنة ثم اكتشف أنها ليست بأمه، وإنما سيدة حرمته من أمه الأصيلة، لكنه كان حريصا أن يلقى بنفسه فى حضن أمه بعد عودته إليه، مؤكداً لها أن حضن السيدة الأخرى كان يؤكد له أن هناك شيئا غريب، قائلا: كنت حاسس إن حضن ماما أسماء مش طبيعى وليا أم تانية، فيما لم تتوقف الأم عن طلب سماع كلمة "ماما" من ابنها الذى كررها لها عشرات المرات.
موضوعات متعلقة..
ـ القبض على المتهمة بخطف طفل رضيع من أمه منذ 13 سنة فى الشرقية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة