نقلا عن العدد اليومى...
وسط كل ما يجرى هناك فرق بين من يمارسون السياسة وبين من يتجهون إلى الصدام، ونقول ونكرر أن الشعب لم يعد قاصرا أو يمكن خداعه ويميز بوضوح بين من يريد صالح هذا الوطن ومن يريد دفعه إلى صدامات لن تفيد أحدا، ونرى الآن من يطالبون بالتغيير والشفافية ويعطون أنفسهم حق النقد لكل شىء، ولا يقبلون أى انتقاد لهم بل ويرفضون مناقشة آرائهم. ويبدون إعجابهم بتجارب الدول الديمقراطية ويرفضون الالتزام بالقانون والقواعد المنظمة للعمل السياسى التى تطبقها نفس الدول الديمقراطية. يطالبون بسيادة القانون ويرفضون أن يطبق عليهم القانون.
بعض من يمارسون السياسة ويدعون العلم بكل شىء، يفضلون زراعة اليأس على اعتبار أن العمل السياسى هو فقط الصراخ، ويتجاهلون ما يجرى فى العالم من حولنا فالدول الديمقراطية تحدد حق التظاهر بأن من يريد الاعتراض من حقه، لكن عليه أن يحصل على تصريح ويحدد المكان والزمان والموضوع، ويبدأ وينتهى فى الوقت المحدد، ويلتزم بالسلمية. عندنا يريدون التظاهر فى أى وقت وأى مكان ويحطمون ويكسرون ويشتمون ويرفضون أى قانون. ونرى فى العالم تجارب واضحة تم فيها احتجاز من اعتمدوا العنف وآخرها الأسبوع الماضى خرج عدد من المتظاهرين فى مظاهرة بأمريكا ضد المرشح الجمهورى دونالد ترامب، المتظاهرون حطموا السيارات ورشقوا الشرطة بالحجارة، تم القبض عليهم ويحالون للمحاكمة ويتم تغريمهم، وصرف تعويضات للمضارين. وحتى لو تم تكسير الرصيف يدفعون ثمنه. فى ألمانيا عقد معارضون للاجئين حزبا وخرج متظاهرون يرفضون المؤتمر المعارض للاجئين واستخدموا العنف فتم القبض على من خرجوا على قواعد السلمية. وفى فرنسا هناك احتجاجات عمالية تم فيها القبض على من يخالفون القانون أو يلجأون للعنف.
هذه قواعد لا يتطرق إليها بعض دعاة الديمقراطية من المعجبين بالآخرين يتحدثون عن الحقوق ولا يتطرقون للواجبات وأن العملية الديمقراطية تقوم على كل أطراف المجتمع والدولة وهناك شبه اتفاق بين كل الأطراف على أن القانون يحترم من الكل. لدينا فقط زعماء يعجبون بما يطلبه منهم رعاتهم أن يشتموا ويسخروا من بلادهم، ويطلبوا أو يدعوا لأن يهاجروا منها ويسخروا من الشعب الطيب ومن يختلف معهم يصبح مهادنا ومنافقا، بالرغم من أن كل التفاصيل لها نصفان. الفرق واضح بين من يريدون الصدام ومن يريدون السياسة والتطور والتقدم وكما أشرنا من قبل فإن من يدركون أصول العمل العام والسياسى يعرفون الفرق بين الاتجاه للصدام الذى يخسر فيه الجميع، والسير فى سياقات سياسية متاحة وتحتاج إلى أن تغير المعارضة طريقتها فى العمل، مثلما تطالب السلطة، أيضا، بذلك. كل هذا معروف لكن هناك من يرفض أن يكون هناك قانون على الجميع أو قواعد تحكم كل الأطراف، على من فى السلطة ومن فى خارجها. ومن يرفضون القانون يعرفون أنهم يعملون فى سياقات لا يريدون لأحد أن يسألهم. هذا هو أصل القضية.
موضوعات متعلقة:
ابن الدولة يكتب: المصريون ودروس الوحدة من شم النسيم.. باب أمل فى بلد يضم 90 مليونا يحتفظ بقدرته على مواجهة التحديات بتسامح ووحدة.. الأعياد تعطينا الكثير من الأمل بعيدا عن عويل هنا أو صراخ هناك
ابن الدولة يكتب: صناعة الأمل وصناعة اليأس.. أغلبية الشعب يعرفون قيمة بلدهم ووطنهم وجيشهم.. ويدركون أن التنمية والبناء يتمان خطوة خطوة وليس فى يوم.. والمهم الأمل
ابن الدولة يكتب: الفرق بين المعارضة والسبوبة..الحكم على الفشل أو النجاح مرتبط بحق بعض الزعماء فى التمويل.. المواطن أصبح قادرا على التفرقة بين الأمور.. والنشطاء يزعمون التحدث باسم الشعب ولا يشعرون به
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة