كان يوم الخميس وكنت جالسا على الطبلية أتناول فطورى المعتاد من الفول والفلافل والباذنجان والبطاطس والجبنه لتغذيه دهون كرشى وللتسلية أدرت التلفاز على البرنامج العتيق(صباح الخير يامصر) فقط لكسر حاجز الصمت وحتى من دون اهتمام كشباب جيلى وكالعادة ((أول ما القناه بتفتح على شيخ بنقلبها على طول)) وكأننا يقذف فى قلوبنا الرعب من شيوخنا ،بالفعل كاد ذلك أن يحدث ولكن ولسبب ما لا أعرفه لم أقم بتغيير القناه وإذ بالشيخ يقول((فى أفلام زمان لما المشهد ييجى على قبله ساخنة بين البطل والبطلة كان الأب أو الأم بيداروا التلفزيون بجسمهم أو بيغيروا المحطه على طول فكبر الولد على حاجه اسمها عيب وحرام،زمان لما كان الأذان بيأذن كان الأم والأب يسيبوا اللى فى ايديهم ويندهوا على الأولاد علشان يرددوا الأدان وياخد الأب ابنه معاه الجامع والام تصلى مع بنتها فى البيت ،فكبر الولد واتربى على حاجه اسمها دين والتزام وواجب تجاه اللى خلقك)).
سمعت تلك الكلمات بجسد ساكن صلب كالجرانيت وفم متوقف عن التهام الطعام وعقل مشوش كصوت التلفاز حين يتوقف عن البث وتظهر تلك الشاشه الرماده،تمعنت فى كلماته جيدا وكأنه صدى صوت يتردد كثيرا فى ذهنى قائلا ((الشيخ ده جاب زتونه الزتونه)) ،بالفعل ربما تلك المواقف الصغيره بل التافهه فى وجهه نظر جيلنا تحمل فى طياتها أسباب قيام أمه أو هدمها ولكن الوضع الحالى لايسمح فقط بهدم أمه بل لايسمح حتى بوجود معنى لكلمه أمه.
تغيرنا 180 درجة تحت الصفر فأصبحت مشاعرنا وتربيتنا وديننا فى شدة البروده ((وكأننا شاربين طن فودكا)).
الآن تغير الوضع تماما ،أصبحت الأم طوال اليوم منشغلة فى أعمال الطهو تاركة مسؤولية تربية العقول لتهتم فقط بتربية الكروش والبطون أما الأب فيعمل طوال النهار لينم حين العوده لليوم التالى ليصرف على أولاده ((علشان عاوز ابنه يبقى ضاقطور زى قريبه فلان الفلانى)) رامين أولادهم تحت رعاية السيد التلفزيون أو أخيه الشارع أو الباشا الكبير ((الإنترزفت))
هذا إطلاقا ليس بالتقليل من شأن آباء جيلنا أو آباء مابعدنا ((آباء الأندرويد)) فلولاهما ماوجدنا وماكبرنا ولكن علامة استفهام كبيرة بحجم هرم خوفو تقع أمام سببية تحول التربية إلى هذا الشكل الشنيع.حسنا((لو انت مهتم تابع المقالات الجايه يمكن نطلع بحل ونخلى الزمان يرجع))
أستأذنك أخد الورقة اللى كتبت فيها المقال وأصفى فيها زيت الطعمية!
عبد الله رأفت شرباس يكتب: قول للزمان ارجع يازمان
الثلاثاء، 03 مايو 2016 02:02 م
الافطار - أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة