محمود حمدون يكتب: مشاعر متضاربة

الإثنين، 30 مايو 2016 10:00 ص
محمود حمدون يكتب: مشاعر متضاربة شخص شارد فى التفكير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كانت ليلة باردة للغاية كعهد الشتاء فى شهر "طوبة"، ارتدى ملابسه وقد أحكمها جيدا للتغلب على برودة الجو، ثم هبط درجات السلم حتى وصل للباب الخارجى، رفع ناظريه للسماء فوجدها ملبّدة بغيوم كثيفة حالت بينه وبين الضوء الماسى للنجوم، وفجأة انهمر المطر بغزارة مصحوبا بوميض البرق فى سابقة لا تتكرر كثيرا فى بلدته،

سيطرت عليه مشاعر متضاربة من السرور الداخلى مع قلق خفى، ربما لأن الجو حال بينه وبين الخروج.

وقف ينظر شاردا لزخّات المطر المنهمرة، تسقط على الأرض لتحدث صوتا كما لو كانت وقع خطوات لأشباح خفيّة ولتخمد ثورة فاشلة من موجات الغبار والتراب، فتنبعث رائحة مميزة ومحببة يفتقدها منذ سنوات بعيدة.

استمر فى شروده دقائق طويلة، تأرجحت مشاعره بين غضب من فساد مخططه للخروج ومشاهدة تلك اللوحة الرائعة التى ترسمها الطبيعة باحترافية، حتى أخرجه الرعد بصوته المُفزع من حالته وعلى ضوء البرق وصوت ارتطام حبات المطر بأرض الشارع، لمح خيالات بعض المارة ومعاناتهم فى الوصول لمنازلهم تخلصاّ من وحل الشارع أو خوفا من ضربات البرق والرعد. فآثر أن يعود أدراجه لفراشه الدافئ مجبرا ليبحث عن كتاب نسى مكانه، وكان قد بدأ فى قراءته منذ فترة ثم توقف لأمر من أمور الحياة التافهة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة