عادل السنهورى

معركة «شوبير - الطيب»

الإثنين، 30 مايو 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نهاية عصر «الانحطاط الإعلامى»



ما حدث بين الكباتن أحمد شوبير وأحمد الطيب فى برنامج «العاشرة مساءً» لا يمكن وصفه بأى حال من الأحوال إلا بأنه فضيحة على الهواء مباشرة، وصدمة أخلاقية فى «زمن الانحطاط» الإعلامى، الذى نعيشه والذى يعكس حالة الانفلات العام والفوضى المسيطرة على جزء من الإعلام المصرى «هو الأعلى صوتا والأكثر ضجيجا» مع انتشار ظاهرة الفضائيات الخاصة وبداية انهيار منظومة القيم الإعلامية ومواثيق الشرف للعمل الإعلامى.

ما حدث هو استمرار لمسلسل الانفلات العام فى أشياء كثيرة فى مصر، مازلنا نعيش مأساة سعاد سيدة قرية الكرم بالمنيا، والاستقواء بالأوضاع العامة فى مصر منذ يناير 2011 والاستغراق والاستمرار فى حالة الفوضى وإهدار القانون وهيبة الدولة والضرب بقيم المجتمع وعاداته وتقاليده.

الخناقة وتبادل الألفاظ النابية والتشابك والعراك بالأيدى وفى برنامج تليفزيونى شهير يشاهده الملايين من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، هو حلقة أخيرة من مسلسل «الانفلات»، ونتمناها أخيرة، إذا لم تتدخل الدولة لوقف هذه المهزلة التى أكملت الإساءة والتشويه والتردى ليس للإعلام فقط وإنما لصورة المجتمع المصرى عامة. لأن المقبل أسوأ وكارثى وسننتظر حتى نجد جريمة قتل حقيقية فى برنامج أو خلع ملابس من إحدى السيدات على الهواء مباشرة، وأمام ملايين المشاهدين، طالما غابت القوانين والتشريعات والرقابة والمحاسبة.

وطالما غابت قبلها الأخلاق واحترام الذات وإدراك مسؤولية ما يقوم به المذيع والمعلق ومقدم البرامج فى القنوات الخاصة والحكومية على السواء.

واقعة «شوبير - الطيب» عقب مباراة الزمالك وإنبى وتجاوز الطيب فى التعليق على المباراة وتعليق شوبير عليه بحدة واتهامه بالانحياز للفريق الأبيض وزرع الفتنة بين جمهور الأهلى والزمالك، يشير إلى خلل رهيب فى غياب الرقابة حتى فى التليفزيون المصرى. فإذا كان الطيب قد تجاوز فهذه ليست مسؤولية شوبير وإنما مسؤولية مراقبة البرامج فى التليفزيون المصرى وقناة النيل الرياضية. إذن الخلل ليس فقط فى القنوات الخاصة وإنما فى التليفزيون الحكومى أيضا الذى تنبه المسؤولون للواقعة بعد احتداد شوبير على الطيب فصدر القرار بإيقافهما.

هنا أنا لا أتهم شوبير والطيب بأى شىء ولا أعيب عليهما، فما حدث فى رأيى أمر طبيعى وانسجام مع حالة الفوضى والانحطاط التى سمحت لكل «من هب ودب» ومن غير المؤهلين إعلاميا ولا نفسيا من الالتحاق بالعمل فى الفضائيات اعتمادا على شهرة أو موقف اجتماعى وسياسى صارخ على طريقة المنفعة والمصلحة وجلب «القرد أبوصديرى» للاستعراض على المسرح دون اعتبار ومراعاة لأية معايير أخلاقية للمجتمع، حتى أصبحت شاشات التليفزيون مصدر قلق وإزعاج للأسر المصرية من تسريب ألفاظ خادشة للحياة ومنافية للذوق العام وترسيخ قيم وعادات غريبة عن المجتمع المصرى.

أظن أن ما حدث ليس جرس إنذار واحد فقط للتحرك السريع لإنقاذ ما تبقى من الإعلام المصرى، وإنما هى كل أجراس الإنذار والاستغاثة من المجتمع المصرى للسادة المسؤولين بوضع «نقطة ومن أول السطر» وتطهير الإعلام من أدرانه وأمراضه وعطنه طوال سنوات ماضية وقبل «خراب مالطة».. أقصد خراب الإعلام المصرى واغتيال القيم والأخلاق والمهنة.

هى فرصة حقيقية الآن للتخلص من حقبة «الانحطاط الإعلامى» وبداية حقبة إعلامية جديدة للإعلام المصرى، فالصدمة قوية والمشهد كان كئيبا مخزيا فاضحا، فإما أن نتحرك الآن للانتهاء من التشريعات الإعلامية وإقرار تأسيس المجلس الوطنى الإعلام كما نص عليه الدستور، أو نصمت على ما يحدث وننتظر الأكثر رعبا.. وعلى الهواء مباشرة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة