فجأة اشتعلت الشبكة العنكبوتية بسعار الهجوم على الصحفيين ونقابتهم، فجأة ظهرت كل أعراض الفصام والشيزوفرانيا فى مجتمع لم يخرج بعد من مستنقع الفكر النمطى، ومناخ الفلول وحماة فساد الأنظمة القديمة رغم مرور ثورتين وصك دستورين وشهداء ودماء فى الداخل والخارج، هل يمكن أن يفسر لى أحدكم سبب هذا الهجوم الضارى على الصحافة والصحفيين ونقابتهم على السوشيال ميديا؟ هل يفسر لى أساتذة الطب النفسى وعلماء الاجتماع لماذا هذا الغل ضد الصحفيين؟ وكأن هناك «تار بايت» بينهم وبين المجتمع، الحقيقة أن المجتمع برىء من هذه الهجمة الموتورة والحملة الممنهجة التى تتواكب مع اليوم العالمى لحرية الصحافة ومع اليوبيل الماسى لنقابة الصحفيين، الحملة التى أفرزت هاشتاجات شاذة على تويتر من نوع الصحفيين «مش على راسهم ريشة» والنقابة تأوى بلطجية، الحملة الشرسة خلفها وأمامها وأسفلها حزب الفساد الأعظم الذى يدافع عن نفسه بكل الأدوات المشروعة وغير المشروعة، هذا الحزب عماده الأساسى فلول مبارك، لأنهم يَرَوْن أن النقابة كانت وراء إسقاط ربهم الأعلى، وأن الصحفيين كانوا فى طليعة كتائب الحرية والمقاومة لكل أشكال الفساد المباركى، ولذلك انطلقت صفحات «آسفين يا صلاح» مع روابط الجماعات التى تتمسح فى 30 يونيو والجيش والشرطة جميعها اتفقت أن تكون على قلب رجل واحد فى الإجهاز على الصحفيين ونقابتهم، تحت زعم أن النقابة تأوى اثنين من الهاربين من القانون، وقد استغلت هذه الروابط موقف الشابين المعارض للسيسى فى تهييج الرأى العام، وإعادة نشر بوستات أو مقالات أو آراء لهما منها معارضتهما للسيسى فى موضوع الجزيرتين تيران وصنافير مع آراء فيها شطط تتعلق بموقف الشابين من الشرطة أو ما سموه بـ«حكم العسكر».
وبعيدا عن آراء الشابين، وأختلف شخصيا معها قلبا وقالبا، لكن نحن هنا لسنا بصدد محاكمة صحفى على رأيه ولو كان على الطرف الآخر مما نعتنق من فكر لكن خلط الأوراق هو ما جعل فكر المؤامرة على النقابة حاضرا بقوة، لأن النقابة لا تدافع مطلقا عن مجرم مطلوب للعدالة، وحسب قانون النقابة لو أن هناك عضوا مطلوبا على ذمة قضية أى لم يصدر حكم محكمة بإدانته فلابد حسب القانون أن تخطر جهات التحقيق النقابة رسميا، وفى حضور النقيب أو من يمثله مثل المستشار القانونى، ويتم استدعاء العضو والذهاب لجهة التحقيق والنيابة لا تحقق إلا فى حضور ممثل النقابة، وقد حدث ذلك معى شخصيا فى العديد من قضايا النشر، وحدث مع زملاء آخرين، لكن أن يتم اقتحام أفراد الشرطة لمقر النقابة فهذا لم يحدث فى أية حقبة من قبل، طيب، لماذا وقف بعض الزملاء من الصحفيين يكيلون الاتهامات للنقيب والمجلس ويشاركون أعداء الصحفيين فى هوجة وحملة الغل المستعرة، السبب أن هناك من يرى أنه بعيد عن المشهد أو أنه رشح نفسه لعضوية مجلس النقابة ولم يختاره الزملاء، وفى قلبه غصة، وللأسف لاحظت أن هناك أمثلة لهؤلاء تردد أن النقابة يسيطر عليها فصيل سياسى من اليسار والناصريين، والبعض أضاف الإخوان و٦ إبريل والاشتراكيين الثوريين ومنهم شيخ الصحفيين الأستاذ مكرم محمد أحمد الذى طالب بإعادة النقابة لكل الصحفيين، وأنا لن أناقش وجهة نظر الأستاذ مكرم، ولكن هل يستوجب الموقف الجلل الذى تتعرض له المهنة أن يطعن بعض بنيها فيها، لنظهر أننا نعضُ فى بَعضنَا البعض، ونلتهم خاصرتنا لصالح أعداء الحرية والمنقضين على مكتسبات ناضلت من أجلها، وضحت أجيال من الآباء والأجداد.
بصراحة ومن الآخر من لا يصطف الآن للدفاع عن حرم نقابة الصحفيين وحصانتها المحمية بالدستور فسوف يشرب من نفس الكأس عندما يتم التنكيل به، ولا يجد حصنا يحميه أو يرد عنه سهام عشاق تكميم الأفواه سواء من أصحاب المصالح أو عبدة السلطة ومشعلى مباخرها وهم ما أكثرهم، الآكلون على كل الموائد، أما استثمار الجماعة الإرهابية ونشطاء السبوبة والهاربين لتركيا وقطر للأزمة فنقول لهم أبعدوا بوجوهكم الكالحة وأصوات عمالتكم، لا نريد لأحد أن يشيطن النقابة أو يستغل الأزمة للطعن فى الدولة أو نظام السيسى، نحن ننتقد داخل بلدنا ونختلف مع الحكومة من ثوابت وطنية ليست عندكم ولن تركبوا موجة غضبنا لصالح أجهزة مخابرات تعملون تحت لوائها، أيها الملعونون أغربوا عنا ونحن أولى بقضيتنا.. عاشت حرية الصحافة.. وعاشت نقابة الصحفيين بيتا للجميع.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة