لماذا أردوغان الأكثر تعرضاً للإهانة فى العالم؟.. صحيفة «لاريليخيون دى ليبرداد» الإسبانية قالت قبل يومين إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يعتبر على الأرجح الرئيس الأكثر إهانة فى العالم، فمنذ انتخابه فى أغسطس 2014، رفع 1845 دعوى قضائية بتهمة الإهانة، ولم يقتصر الأمر على الداخل التركى، فمشاكله وملاحقاته القضائية امتدت للقارة الأوروبية.
الصحيفة رصدت فى تقرير ملاحقات أردوغان للمعارضين له فى تركيا، وقالت إن أكثر من 400 موظف فقدوا عملهم فى عدة وسائل إعلام فى المعارضة التركية، وقد يثير هذا الحكم مخاوف بشأن حرية التعبير فى تركيا، حيث تتعرض صحف المعارضة للمصادرة، وتجرى محاكمة عدد من الصحفيين بتهمة الإساءة إلى أردوغان.
بالإضافة إلى هذا التقرير، فقد شهدت تركيا هجمة شرسة طالت حتى من هم خارج الحدود التركية، ومنها على سبيل المثال مطالبة الحكومة التركية بمحاكمة الفنان الكوميدى الألمانى يان بويمرمان لسخريته على التليفزيون من أردوغان، وطلب الرئيس التركى من ألمانيا توجيه اتهامات إلى بويمرمان بعد أن ألقى قصيدة عنه فى برنامج على تليفزيون «ZDF» الحكومى، قال فيها إنه يضرب الفتيات الصغيرات، ويشاهد أفلامًا إباحية لأطفال، ويمارس الجنس مع حيوانات.
كما احتجزت السلطات التركية صحفية هولندية فى منزلها بعد تغريدة على «تويتر» تهين فيها أردوغان، وكتبت الصحفية الهولندية إيبرو عمر تغريدة أخرى قالت فيها: «الشرطة على باب الشقة.. لا أمزح»، وسبق ذلك أن استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الهولندى لدى أنقرة للتعبير عن امتعاضها واحتجاجها من رسوم كرتونية تطال أردوغان وشخصه بصحف هولندية.
وبسبب هذه التحركات أو ما أطلق عليه الحرب الإعلامية بين أردوغان والصحفيين والمعارضين الأوروبيين له، وللتضييق على الحريات الإعلامية التى بدأت تطالهم فى بلادهم أيضًا، أطلق الكاتب والصحفى البريطانى دوجلاس موراى فى 18 إبريل الماضى مسابقة شعرية لهجاء أردوغان، وشارك موراى الذى يكتب لمجلة «سبيكتيتر» بأول قصيدة شعرية فى المسابقة، وأطلق عليها «قصيدة هجاء فى الرئيس أردوغان»، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن القصيدة الفائزة فى 23 يوليو المقبل.
وفى الداخل التركى يواجه نجم كرة القدم السابق حاقان شكر عقوبة السجن لمدة أربع سنوات بتهمة إهانة أردوغان، بعدما قبلت المحكمة الجنائية الابتدائية عريضة الدعوى التى أعدها إدريس كورت، مساعد المدعى العام الجمهورى لمنطقة «باقر كوى»، والتى تهدف إلى سجن «شكر» فى حالة إدانته بتهمة نشره تغريدات فى حسابه فى «تويتر» تضم محتوى يهين الرئيس رجب طيب أردوغان ونجله، ويعد «شكر»، مهاجم كرة القدم السابق خلال الفترة من 1987 إلى 2007، أشهر لاعب كرة فى تاريخ تركيا حتى الآن، وتتذكره تركيا عندما ظهر فى أداء متميز خلال بطولة كأس العالم 2002 عندما سجلت تركيا أحسن أداء لها فى مباراة المركز الثالث، واتجه «شكر» إلى السياسة بعد اعتزاله كرة القدم، وانتخب فى عام 2011 نائبًا فى البرلمان عن حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، لكنه استقال فى عام 2013 بعد تحقيقات فساد كبرى استهدفت أردوغان ودائرته الداخلية، ووقف إلى جانب الحركة المعارضة التى يتزعمها فتح الله كولن.
وبالإضافة إلى حاقان شكر فإن القضاء التركى يحاكم صبيين فى الـ12 والـ13 من العمر، اتهما بـ «إهانة» أردوغان، لأنهما مزقا صورته، وفى ديسمبر الماضى اعتقل تلميذ فى الـ17 من العمر فى صفه، وأوقف بضعة أيام، بالتهمة نفسها، ثم حكم عليه بالسجن 11 شهرًا، مع وقف التنفيذ، وبعدها اعتقلت السلطات التركية 98 معارضًا خلال آخر 10 أشهر، بتهمة إهانة أو سب رجب طيب أردوغان، من بينهم 66 شخصًا من بين المعتقلين أحيلوا لمحاكمات، كما وجهت آخر الاتهامات بإهانة أردوغان للطبيب بلجين سيفتسى الذى شبه الرئيس التركى بشخصية «جولوم» فى فيلم «lord of the rings»، وقالت محكمة تركية إنها طلبت خبيرًا للتحقق مما إذا كان تشبيه أردوغان بهذه الشخصية إهانة له أم لا.
قائمة طويلة من الملاحقات القضائية التركية ضد شخصيات بتهمة إهانة أردوغان، وهو ما يؤكد أن صورة رئيس تركيا لم تعد تلك الصورة المثالية التى حاول أنصاره الترويج لها، فأردوغان فى نظر الكثيرين داخل تركيا وخارجها ليس إلا مجرد «أراجوز» يحاول إضحاك من حوله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة