د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: ابحثوا عن المعنى الحقيقى

الجمعة، 06 مايو 2016 06:00 م
د. داليا مجدى عبد الغنى تكتب: ابحثوا عن المعنى الحقيقى داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم التقدم الشديد الذى وصلنا إليه، لاسيما فى القرن الأخير، ورغم التكنولوجيا والتطور اللذان شهدناهما فى الآونة الأخيرة، ورغم أن الفتاة والمرأة المصرية، أو أى امرأة فى أى مكان فى العالم أصبحت ذات مكانة، وتحررت من أغلب قيودها، واحتلت أرقى المناصب، وسارت تُضاهى الرجل فى كل شىء، وفى أغلب قراراته، إلا أننا رغم كل ذلك لا نستطيع أن نهرب من فكرة وضعها داخل البوتقة القديمة، وهى أنها مخلوق دائمًا يخضع لتقييم الآخرين اللاذع، فبمجرد أن تحتل رؤوسنا فكرة نقد أى فتاة أو امرأة، فأول جملة تسيطر على عقولنا، ويترجمهـا لساننا هى: "اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها"، ونحن بهذا لا نكتفى بازدراء الفتاة، وإنما نُلمح بالإساءة إلى الأم التى ربما لا تكون قد التقيناها من قبل، وغالبًا لا نعرف عنها شيئًا، ولكن رغبتنا المتوحشة فى اصطياد الأخطاء للمرأة بوجه عام، وتكبير كل فعل صغير يبدر منها، ووضعه تحت الميكروسكوب، هو الدافع دائمًا لقول هذا المثل، بالرغم من أننا لو عرفنا أصله سنكتشف أنه لا يمت بصلة للمعنى الذى نقصده أثناء قوله.

فأصل هذا المثل يعود إلى أنه قديمًا كانت البيوت العربية عبارة عن أرض ديار وسطح، وكانت الأم دائمًا تنشر الغسيل على السطح، والبنت تكون بأرض الديار، وعندما كانت الأم تريد شيئًا من ابنتها لا تستطيع أن تناديها بصوت مرتفع ؛ لأنه كان ممنوعًا على المرأة أن ترفع صوتها فى تلك الأيام، وقد كان بكل سطح "جُرة" أى "قِدرة" فكانت الأم تقلب هذه الجرة على فمها، فكان يصدر صوتًا من اصطدامهـا بالأرض، فكانت البنت تسمع هذا الصوت فتعرف أن أمها تريد منها شيئًا، فتطلع للسطح.

وعليه، فلا توجد علاقة بين هذا المثل والمعنى الذى استوحيناه منه ؛ لذا علينا أن نكف عن ظلم المرأة اعتمادًا على فهمنا الخاطئ للأمثال، والغريب أننا طبقنا فهمنا الخاطئ على المعنى السيئ فقط للمثل، والأجدر بنا أن نبحث عن المعنى الحقيقى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة