هى علاقه غريبة، ففى الوقت الذى كان جيشنا العظيم يطيح بحكم محمد مرسى وجماعته الفاشية الإخوان الإرهابية، كانت سوريا والعراق تشهدان ميلاد أخطر تنظيم إرهابى ابتليت به الأمة الإسلامية، وهو تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، والمعروف باسم «داعش» وهو ما يفسر سر الزواج الكاثوليكى «أى الذى لا يوجد فيه طلاق» بين تنظيم داعش الإرهابى وجماعة الإخوان الإرهابية، فكلاهما استغل الأوضاع المشتعلة والمضطربة فى مصر لتنفيذ مخطط نشر العنف والإرهاب، تحت زعم أن هذا يعيد الإخوان مرة أخرى، وعلينا جميعا أن نتذكر عبارة الإرهابى الإخوانى محمد البلتاجى، والتى قالها عقب عزل مرسى بعدة ساعات عندما قال «إن ما يحدث فى سيناء» يقصد الإرهاب «يمكن أن يتوقف، لو عدل الفريق السيسى وزير الدفاع عن قراراته، والخاصة بعزل مرسى» وهى العبارة التى كشفت عن وجود علاقة بين تنظيمى الإخوان فى مصر وداعش فى الشام والعراق، والذى مازلنا نعانى منه حتى الآن وأنا أشبه تلك العلاقة بزواج كاثوليكى وأنه لا طلاق بينهما، ومصائرهم هى القتل إن شاء الله.
وأمس عرضنا جزءا من دراسة الدكتور مصطفى علوى والتى حملت عنوان. «مستقبل الإرهاب: التنافس بين داعش والقاعدة» وفيها رصد صاحب الدراسة، كيف تلاقت أهداف التنظيمات الإرهابية الثلاثة الإخوان وداعش والقاعدة على هدف وحيد هو تصفية مصر وكل دول الربيع العبرى، وتحويلها إلى فوضى خاصة، إذا لم يكن أى من هذه التنظيمات الثلاثة، هى الحاكمة ولهذا، فالدراسة تقول، أدى تطور الربيع العربى فى بلد مثل مصر إلى حالة صراع داخلى بين جماعة الإخوان المسلمين وكثير من القوى السياسية، بل وعملية التحول الناتج عن ثورة 30 يونيو 2013 التى أدت إلى الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين. وقبل ذلك وأثناء عام حكم الإخوان، كانت قد قامت علاقات تعاون فيما بينهم وبين قائد القاعدة أيمن الظواهرى، عن طريق شقيق الأخير محمد الظواهرى. ونتج عن التفاعلات الصعبة والمعقدة فى الحياة السياسية المصرية خارطة مستقبل، رفضها الإخوان فى مصر بدعم من القاعدة. وترتب على ذلك احتدام المواجهة بين جماعة الإخوان وبين الدولة المصرية، وهو ما قاد الأخيرة إلى تصنيف الأولى كجماعة إرهابية، وتلا ذلك اتباع نفس التصنيف من جانب السعودية والإمارات، وهكذا حتى فى حالة مصر التى قامت ثورتها فى يناير 2011، وتعززت فى يونيو 2013 بتجمع ملايين المصريين فى شوارع مصر، فلم تستمر معادلة الثورة السلمية، وإنما حاول البعض تحويلها إلى عنف سياسى إرهابى فظيع، فأصبح يعانى منه المواطن المصرى أمنيا واقتصاديًا وسياسيًا. وبالطبع تعمل الجماعات الإرهابية على استغلال ذلك الوضع المضطرب لصب مزيد من الإرهاب والعنف على الحياة السياسية المصرية.
أما فى حالة سوريا، فقد تحولت الثورة التى بدأت سلمية، إلى أزمة معقدة وحادة تحولت إلى حرب أهلية دخلت، الآن، عامها الرابع، وأصبحت سوريا حالة خاصة دخلت إليها، وفيها تنظيمات وجماعات العنف والإرهاب السياسى، مثل جبهة النصرة وداعش وغيرها. وقد أعلن الظواهرى قائد القاعدة أن جبهة النصرة التى كانت تصنف من قبل كامتداد لجماعة الإخوان المسلمين، وليس داعش، أنها امتداد للقاعدة. وربما تكون جبهة النصرة هى من أقوى جماعات المعارضة التى تخوض صراعا عسكريًا ضد النظام السورى. ولكنها ليست قوى المعارضة الوحيدة بل تتعدد هذه الأخيرة، وهو أمر يصب فى صالح النظام، لأن الصراع العسكرى يدور، أيضًا بين قوى المعارضة وبعضها البعض. ويعنى ذلك أن جماعات الإرهاب ليست قريبة من النصر فى سوريا، وفى كل الأحوال، فإن الأزمة الممتدة فى سوريا قد تمتد طبقا لرئيس الأركان الأمريكى، إلى عشر سنوات من الآن، وهو ما يعنى صعوبة قراءة الحالة السورية، الأمر الذى يمثل تحديا كبيرا لكل أطراف تلك الأزمة، بما فى ذلك الجماعات والتنظيمات الإرهابية. وغدا إن شاء الله نواصل كشف المستور فى علاقة داعش والقاعدة والإخوان فى تدمير دول الربيع العبرى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة