وائل السمرى

الراقصون مع الموت

السبت، 11 يونيو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الخبر المنشور أمس فى موقع «اليوم السابع»، لقى 6 مسلحين مصرعهم بنيران قوات الأمن، وأصيب اثنان آخران خلافل عمليات أمنية جنوب الشيخ زويد، فقد رصدت قوات الأمن تحركات مجموعات مسلحة، وتم استهدافها وقتل من بينهم 6 وأصيب اثنان آخران، ويقول ذات الخبر إن القوات أحبطت «فجر الجمعة» محاولة إرهابية لاستهداف رتل أمنى بمنطقة غرب العريش، بعدما اكشفت وجود عبوة ناسفة على جانب الطريق بمنطقة المساعيد معدة للتفجير أثناء مرور القوات، وتم تفجيرها عن بعد بالذخيرة الحية، بدون خسائر، كما تم حرق وتدمير 11 بؤرة إرهابية، وتوقيف 21 مشتبها به، جار فحصهم أمنيا، هذا بالإضافة إلى تمكن ضباط مباحث قسم شرطة رابع العريش من ضبط ما يقرب من 80 مجرما آخرين، محكوم عليهم فى قضايا متنوعة ما بين القتل والقتل الذى يفضى إلى الموت، وغيرهما من اتهامات متنوعة.

هذا ما يمكن اعتباره «عرض حال» ليوم من أيام «العريش والشيخ زويد» فى رمضان، نحن نجلس هنا وأكثر ما يشغلنا هو متابعة المسلسلات لاكتشاف ألغاز السيناريوهات المختلفة، بينما هناك فى الصحراء، يجلس إخواننا فى العراء، يرقصون مع الموت فى كل لحظة، يهربون منه ساعة، ويقعون فى براثنه ساعة، قرأت هذا الخبر أكثر من مرة، وتأملت تلك الوقائع واحدة بعد أخرى، ووقفت كثيرا أمام أول واقعتين، فرأيت الموت حاضرا وبقوة، الموت يأتيك فى مكانك وأنت فى ثابت «الكمين»، والموت يترصدك بكل جبن وأنت فى الطريق إليه، يا الله كن رحيما بإخواتنا وأولادنا، يا الله، ثبت قلوبهم واجعل اليقظة فى عيونهم، يا الله صنهم وصن بلدك الأمين.

بطولات حقيقية، يسطرها هؤلاء الأبطال المتفانون، يغيبون عن متابعتنا، ولا يظهرون فى الصورة إلا إذا ما ارتقى أحدهم شهيدا فى حب الوطن، نحن ننتظر صوت مدفع الإفطار الآتى عبر الفضائيات، وهم ينتظرون لهيب الهاون الآتى عبر الصحراء، نحن نخشى من انطلاق مدفع الإمساك دون أن ننال جرعة مياه إضافية، وهم مستعدون لانطلاق مدفع الهاون قبل حتى أن يتمكنوا من تذخير أسلحتهم الدفاعية، يهجمون حينما، ويدافعون حينا، يكرون ويفرون، يعيشون أجواء الحرب دون أن نسمع لهم ضجيجا ودون أن يطالبوننا بشىء يذكر.

هؤلاء هم أبطال مصر الحقيقيون، لا يتاجرون بشجاعتهم، ولا يعايروننا بما فعلوا، يتفانون فى عملهم فإن أصابوا ظفروا بالحياة، وإن لم يوفقوا أحاط بهم الموت، وليس لهم من أمل سوى أن يظفروا بساعة يحتضنون فيها أبناءهم، ويعانقون فيها زوجاتهم وهم سالمون.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة