وعقب صلاة العصر كل يوم، يظهر فى شوارع محافظة الأقصر عم محمد الذى لا يتعدى عمره 36 سنة بعربته الحديدية التى صنعها وصممها خصيصاً لتستوعب علب المخللات التى تفوح رائحتها فور دخوله كل شارع، وسرعان ما ينطلق نحوه العشرات من الأطفال والسيدات لشراء المخللات البلدى التى يثقون فيها وفى صانعها، الذين اعتادوا الشراء منه كل عام.
ويقول عم محمد عن مهنته إنه تعلم فن "التخليل" على يد والده منذ الصغر، وقرر أن يتخذها مهنة لكسب لقمة العيش لكثرة الإقبال على المخللات البلدى خلال شهر رمضان المبارك، لكونها فاتح الشهية الأول على وجبة الإفطار اليومية.
ويضيف عم محمد لـ"اليوم السابع" أنه يقوم بشراء مختلف المواد التى يعمل بها فى بداية شهر رجب، وهى
عبارة عن "ليمون وشطة وفلفل وباذنجان وبصل صغير الحجم وخيار وجزر ولفت وكمية من العصفر"، وكذلك مختلف أنواع البهارات التى يضعها على المخللات أثناء تنفيذها، ويبدأ فى غسل المواد المراد تخليلها وتقطيعها بأدوات معينة تخرجها بالشكل المطلوب، ويضع على الملح كميات معينة بحيث تصبح مخلل ولا تزيد ملوحتها للغاية، ويتركها داخل علب كبيرة لمدة لا تقل عن 25 يوما حتى تصل لذورتها وتخرج رائحتها التى تفتح النفس لكل من يشمها من أول دخوله للشارع الذى يبيع فيه.
أشهر بائع مخللات فى الأقصر، أكد أن فكرة تواجده فى مكان ثابت لبيع المخللات تجعله ينتظر الزبون والمشترى الذى يبحث عن أقرب مكان لشراء المخللات، ولكنه يقوم بالتجول اليومى من وقت الظهيرة حتى قبل أذان المغرب بدقائق معدودة لكى يدخل أغلب شوارع المحافظة التى يجوبها بعربته المصنوعة بعجلة يقوم بدفعها.
فكرة تجواله فى مختلف شوارع المحافظة جعلت له زبائن يعرفونه بالاسم وينتظرون وصوله فى مواعيد محددة، يدخل فيها لشوارعهم لشراء المخللات منه، عن ذلك يقول عم محمد: "الحمد لله ربنا بيوفقنى وأقدر أوصل لكل الزباين بتوعى وبقى ليا اسم فى السوق، والناس كلها بتستنى وصولى عشان يشتروا منى، وفيه زباين معينة بيطلبوا كميات كبيرة من قبل رمضان بيحجزوها بالطلب، وزى ما قالوا فى الأمثال الرزق يحب الخفية".
موضوعات متعلقة
أقدم "مائدة رحمن " فى مدينة "إسنا" جنوب محافظة الأقصر.. أحد المشاركين فى إعدادها: عمرها لا يقل عن 30 سنة.. ويشارك فيها أهل الخير بما يجمعون من منازلهم.. وتساعد فى إطعام المسافرين والفقراء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة