أحمد إبراهيم الشريف

حكاية الجامع الأزهر

الأحد، 12 يونيو 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

1076 سنة من الصمود



فى السابع من شهر رمضان عام 361 هجرية الذى كان موافقا لسنة 971م، حدث أن تم افتتاح الجامع الأزهر للعبادة والعلم، حيث أقيمت أول صلاة فيه، وبعدها بعام واحد بالتمام والكمال، أى فى السابع من رمضان 362 هـجرية دخل الخليفة المعز مدينة القاهرة، بعد أن فتحها جوهر الصقلى عام 358 هـ، حيث أسس المدينة وقصور الخلافة والجامع الأزهر الذى لم يكن على هيئته الحالية، فقد أضاف الحكام لفترات طويلة ترميمات وإضافات جديدة للمبنى القديم.

بالطبع جاءت على مصر جماعات وذهبت أخرى، ووفدت قبائل وانقضت آجالها، وسيطرت مذاهب دينية وتبدلت وحلت مكانها مذاهب أخرى، وظل الشعب المصرى صامدا محتسبا وبقى الجامع الأزهر مدرسة ممتلئة بالعلم والخير، بدأ بيتا للعبادة ثم تحول لجامعة إسلامية وشاهد تاريخ المحروسة وأفراحها وأحزانها، وفى زمن الأيوبيين تم إغلاقه 100 سنة حتى افتتحه مرة أخرى الظاهر بيبرس وحول علمه من المذهب الشيعى للمذهب السنى.

كما كان للأزهر ورجاله دور كبير ومهم فى صناعة الأحداث السياسية فى القطر المصرى، وذلك من أبسط الدرجات إلى أعلاها، فالمتعلمون فيه فى الأزمنة الماضية كانوا جزءا أساسيا فى صناعة المجتمع المصرى بقدرتهم على العمل فى الدوائر الرئيسية لإدارة البلاد، كذلك بامتلاكهم حق الإفتاء الدينى مما أكسبهم مكانة مميزة، وعلى الجانب السياسى لعب رجال الأزهر دورين متناقضين، الأول ما يمكن أن يطلق عليه شيوخ السلطة، حيث كان دورهم مطاوعة السلطان وتبرير مواقفه، لكن هناك الموقف الأهم والأكثر أثرا وهو قيادة الثورات والتغيرات الاجتماعية كما فعل كل من الشيخ العز بن عبدالسلام مع أمراء المماليك الذين جعلهم يفتدون أنفسهم بدلا من عرضهم للبيع حتى يتم تجهيز الجيش، وكذلك ما فعله طلبة الأزهر فى ثورتى القاهرة فى أيام الحملة الفرنسية.

وفى زمننا هذا أصبحت الأشياء المطلوبة من الأزهر كثيرة ومتعددة، فمن ناحية عليه أن ينتبه للثورة العلمية التى حدثت فى العالم كله، فعليه أن يستفيد منها ولا يتجاهلها، فالعالم لا يعود للوراء ومناهج العلوم الدينية يجب تطويرها بما يتماشى والتطور العقلى، لذا فإن تنقية كتب التراث أمر واجب على المؤسسة أن تقوم به بدلا من أن يفرض عليها، ومن ناحية أخرى عليه أن يراقب الانفلات الإرهابى والتطرف باسم الدين الذى أصبح يملأ الأرض، والدين الإسلامى برىء منه، والمراقبة وحدها لا تكفى، لكن الرد والمواجهة وتقديم الشكل الصحيح للدين والعمل على نشر الأفكار الإيجابية أمر ضرورى حتى يظل للجامع الأزهر مكانته ودوره.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة