وبعد أن شملت الحركة الدبلوماسية الأولى فى عهد السيسي التطهير من التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية الذين تم تمكينهم فى عهد المعزول محمد مرسى، والإطاحة بمن تقاعسوا فى الدفاع عن مصر خارجيا كما ينبغى بعد 30 يونيو، ثم جاءت الحركة العام الماضى لتمكين ذوى الخبرة خاصة أنها شملت عواصم كبرى لها تأثيرها فى القرار الدولى مثل واشنطن وبرلين، فى حين شملت الحركة الجديدة عواصم تحتاج مصر إلى تجديد علاقاتها بها لتوثيق التعاون ورسم خطوط جديدة للعلاقات.
ومن أهم العواصم التى شهدت ترشيح سفيرا جديدا لها هى روما والتى تعتبر من أهم العواصم الأوروبية للقاهرة، ويأتى الترشيح فى وقت تمر به العلاقات المصرية الإيطالية بتوتر على خلفية مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجيني فى القاهرة، وهى الأزمة التى مرت بمراحل عديدة وصلت أقصاها خلال استدعاء إيطاليا لسفيرها بمصر للاحتجاج، إلا أن الأوضاع بدأت تهدأ بين البلدين خاصة بعد تعيين إيطاليا سفيرا جديدا بالقاهرة لم يستلم مهامه بعد، ويتوقع البعض أن تغيير السفير المصرى خطوة لضخ دماء جديدة تعيد حيوية العلاقات.
وشهدت الحركة التى اعتمدها الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس تغييرا كبيرا فى هيكل الوزارة حيث تم ترشيح 5 من مساعدين الوزير كسفراء لمصر بعدد من العواصم وهم هشام سيف الدين مساعد وزير الخارجية لشئون مكتب الوزير سفيرا لـ(برن)، هشام بدر مساعد مكتب الوزير لشئون المنظمات سفيرا لـ (روما)، وطارق عادل مساعد وزير الخارجية للشئون العربية سفيرا لـ(عمان)، ومحمد فريد منيب مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكيين سفيرا لـ (أثينا)، وأسامة المجدوب مساعد وزير الخارجية لشئون دول الجوار سفيرا لـ (بكين).
ويؤدى هذا التغيير الكبير إلى إعادة هيكلة الوزارة داخليا حيث تشهد الفتره المقبلة تعيين مساعدين جدد فى مجالات مهمة بالنسبة لمصر، يأتى القطاع الأمريكى من أهمها حيث هناك رغبة لتحسين العلاقات المصرية الأمريكية خاصة أن واشنطن تقف على أعتاب تغيير إدارتها، وكذلك المجالان العربى وشئون دول الجوار والتى تدير ملفات غايه فى الأهمية لمصر فى مقدمتها ليبيا وسوريا والقضية الفلسطينية والسودان.
وتعد الصين التى تم ترشيح سفير جديد لها من أهم الدول التى شهدت تعاونا كبيرا مع مصر وتطوير للعلاقات بعد 30 يونيو سواء على المستوى الاقتصادى أو من خلال إدارة الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وستسعى مصر من خلال السفير أسامه المجدوب إلى تعميق العلاقات بشكل أكبر خلال الفترة المقبله وتحقيق الشراكة الاستراتيجية، كذلك لم تقتصر الحركة على الصين بل شهدت عدد من عواصم شرق آسيا تغييرا والتى توليها مصر أهمية خاصة فى مقدمتها ترشيح محمد أبو الخير سفيرا لـ (سنغافورة)، وعمرو معوض سفيرا لـ (إندونيسيا) وهما من أبرز الدول التى زارها الرئيس السيسي خلال العام الماضى.
كذلك اشتملت الحركة على عدد من التغييرات فى عواصم هامة عربية وإفريقية فى مقدمتها ترشيح نبيل الحبشى لتونس، وشريف عيسى لجنوب إفريقيا، ونزيه النجارى لبيروت، وعاصم حنفى لنيجيريا، وحازم رمضان لجدة، وطارق عبد الحميد لدبى، وعلاء موسى لبغداد، ومى خليل لأوغندا، وأحمد السماوى للجابون، وعبير بسيونى لبورندى.
فى حين تظل قطر وتركيا خارج إطار خريطة السياسة المصرية الخارجية حيث مرت الحركة الثانية الدبلوماسية دون تعيين سفير جديد فى أى من البلدين، ولم يتم التطرق من قريب أو بعيد إلى مستقبل سفيرى مصر فى الدوحة وأنقرة ما يؤكد استمرار الأزمة السياسية بين القاهرة من ناحية والدوحة وأنقرة الداعمين للإخوان الإرهابية من جهة أخرى.
موضوعات متعلقة..
بالأسماء.. ننشر تفاصيل الحركة الدبلوماسية المصرية لعام 2016
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة