الذكرى تنفع المؤمنين، واليوم أيها المؤمنون هو العاشر من رمضان وهو ذكرى فرح عظيم فى التاريخ المصرى الحديث، إنه النصر المجيد على جيش الاحتلال الإسرائيلى وكسر شوكته الآثمة فى حرب أكتوبر 1973، بعد 6 سنوات من الاستعداد والعمل الشاق فيما يعد معجزة عسكرية بكل المقاييس.
والمتأمل فى تاريخ العلاقة بين مصر واليهود يجدها متداخلة عبر التاريخ القديم، فهم يعرفون قدرها ودورها ويحلمون بالاستيلاء عليها وإن لم يستطيعوا يسعون لتدميرها وتخريبها، يدّعون ظلما وبهتانا أنهم شاركوا فى بناء حضارتها القديمة، ويسعون جاهدين بعد استيلائهم على أرض فلسطين أن يصنعوا نوعا من التطبيع مع الشعب المصرى، ليس حبا فيه، لكنها محاولة للاقتراب خطوة أكبر فى سبيل تدمير هذه الأرض الطيبة، فهم دائما ما يعملون على سرقة تاريخنا المادى والثقافى، والتاريخ المادى المقصود به ادعاؤهم بأن لهم ممتلكات تركوها عند خروجهم البعيد من مصر مع موسى عليه السلام وخروجهم القريب فى زمن جمال عبد الناصر، أما تاريخنا الثقافى فيتمثل فى سرقة أغنياتنا وأكلاتنا وموسيقانا والمحاولة الدائمة لتكدير حياتنا.
ولا أفهم حتى الآن أو أجد تفسيرا واحدا واضحا للنفر القليلين الذين أعلنوا تطبيعهم مع إسرائيل، ولا أعرف بأى منطق يتحركون به ويقنعون أنفسهم وأى أمارات رأوها أقنعتهم بأن هذا الجيش الباغى يملك وعيا للتعايش مع أصحاب الحقوق الضائعة، ولا كيف يفسرون ما يفعله المحتلون مع رجال ونساء وأطفال الأرض المحتلة، ولا كيف يشرحون لأنفسهم قبل العالم الاعتقالات التى يقوم بها قادة إسرائيل لكل من صاح بأن فلسطين عربية، ولا كيف تطمئن قلوبهم لمن احتلوا سيناء ذات يوم بأن أحلامهم الاستعمارية قد هدأت فى صدورهم، وأنهم لا يفكرون مهما طال الوقت فى إعادة الكرة من جديد.
لم يكن تحرير سيناء الغالية رحلة إلى أرض الفيروز، لكنه طريق تخضب بالدم والتوتر والعرق والخوف، حيث دفع المصريون ثمنا كبيرا لتحرير هذه الأرض، وما زال الكثير من آبائنا يرقدون تحت تراب المكان لم يتم العثور عليهم بعد، ولعل الرفات الطاهرة التى تم العثور عليها عند حفر قناة السويس الجديدة أكبر دليل على ذلك، لذا لا يجوز التهاون والتسامح فى هذه الأرض التى تشهد فى الفترة الأخيرة نوعا جديدا من الإرهاب الذى يمارس ضدها.
العاشر من رمضان يوم فرح على المصريين جميعا يشكرون الله على نعمة النصر، ويحلمون بغد أفضل، ويعرفون يقينا أن سيناء بخيرها واتساعها هى الحل الأمثل لإنشاء التنمية فيها وعلى المسؤولين أن يدركوا ذلك جيدا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة