دندراوى الهوارى

فاكرين حملة اتبرع لـ«حمدين صباحى» رئيسا لمصر بجنيه؟

الأربعاء، 15 يونيو 2016 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حينها اعتبر نحانيح الثورة ونشطاء السبوبة الحملة عملا عظيما يأتى على عرش العمل الوطنى


فاكرين الحملة التى أطلقها حمدين صباحى وأعضاء حملته الانتخابية ودراويشه من أعضاء تنظيم «حمدين واحد مننا»، تحت شعار «نصنع رئيس مصر بأموال المصريين، تبرع لحملة حمدين صباحى رئيسا لمصر بجنيه واحد»، وتم طبع منشورات وملصقات وتوزيعها ولصقها على جدران المنازل والمنشآت العامة فى الشوارع، وتوزيعها فى المنتديات والمؤتمرات الانتخابية، وتضمن المنشور نصا: «نصنع رئيسا لمصر بأموال المصريين، ندعو كل مواطن مصرى التبرع للحملة التى سيكون تمويلها من المواطنين المصريين الشرفاء، وبمنتهى العلانية والشفافية، وذلك فور فتح الحساب البنكى وفقا للقانون، ساهموا معنا فى حملة جنيه مصرى من كل مواطن». هذا كان نص ما جاء فى المنشورات والملصقات، التى كان يتم توزيعها على المواطنين، وإلصاقها على جدران المبانى الخاصة والعامة فى الشوارع.

وحمل كل نحانيح الثورة، ونشطاء السبوبة والغبرة، وتنظيم زرع اليأس ونثر الإحباط، على عاتقهم الترويج للحملة بكل قوة، وأضفوا عليها الشرعية السياسية والدينية والأخلاقية، واعتبروا حملة التبرع عملا عظيما يأتى على عرش العمل الوطنى، بجانب أنه حلو ولذيذ ورائع وجميل وحنين وناعم، نعومة المناديل الورقية المستوردة، أيضا رأينا وسمعنا فتاوى المحرفين للكلم، بأن التبرع لحملة حمدين صباحى لدعمه رئيسا لمصر، حلال، وفرض عين، وجهاد فى سبيل تحقيق الجلوس على مقعد الرئاسة، ومن يعترض يخرج عن الاصطفاف الوطنى، والنقاء الثورى، «والطهارة والختان».

إلى هنا ويبدو الأمر عاديا، وأن حمدين صباحى يريد تحقيق حلم حياته الوحيد بالجلوس على مقعد رئاسة مصر، حتى ولو ربع ساعة، بأموال المصريين، أما وأن يخرج الرئيس عبدالفتاح السيسى ويطالب المصريين بالتبرع بجنيه تحت شعار «صبح على مصر بجنيه» لصندوق تحيا مصر، وليس من أجل الإنفاق على حملته الانتخابية لخوض الانتخابات الرئاسية والجلوس على مقعد الرئاسة، ولكن لإنقاذ الغلابة من الذين يقطنون فى المقابر، والعشوائيات غير الآدمية وممارسة الطقوس الجنائزية للموتى، ونقلهم إلى وحدات سكنية آدمية، لممارسة طقوس الحياة، فتقوم الدنيا ولا تقعد، ويخرج الذين كانوا ينادون بالتبرع من أجل حمدين بالأمس ليصبح رئيسا لمصر، هم أنفسهم وبمنتهى الوقاحة وغلظ العين ودون أى ذرة خجل ملتصقة على وجوههم، يدشنون لحملات السخرية والتسخيف والتسفيه، والتشكيك وقلة الأدب والسفالة والانحطاط الأخلاقى، ويحولون مطلب «صبح على مصر بجنيه» إلى نكتة سخيفة وبايخة.

هؤلاء ارتضوا عن قناعة جوهرها المصلحة الخاصة بالجلوس فى بلاط قصور الحكم، أن يتبنوا حملة تبرع لشخص واحد ويعتبرونها عملا وطنيا عظيما لا يضاهيه عمل آخر، فى حين يسخفون من حملة تبرعات من أجل إنقاذ ما يقرب من مليون أسرة تقطن مقابر الموتى، هل هناك انحطاط وسفالة واندثار للقيم الأخلاقية والوطنية مثل ذلك؟ وكيف لنا أن نثق فى أشخاص يستخرجون من «مخزون العبث السياسى والهجص الثورى» فتاوى وطنية، تجعل من التبرع لحملة انتخابية لشخص بهدف الجلوس فى قصور الحكم، جائزا وفرض عين، ويعتبرونها أرفع وأسمى درجات النضال الوطنى، فى الوقت الذى يدشنون فيه حملات السفالة والانحطاط والتسفيه والتسخيف والتشكيك فى حملة تبرع لإنقاذ الآلاف من البسطاء الغلابة؟

ويا ليت الأمر توقف عند المطالبة بالتبرع لحملة حمدين صباحى بجنيه، وإنما كان قد سبقته بسنوات حملة تبرع للمطرب محمد عطية، عندما كان يخوض غمار سباق الأفضل فى مسابقة ستار أكاديمى، وطالبوا المصريين بالتصويت له فى رسالة قيمتها 5 جنيهات حينذاك، واعتبار ذلك عملا وطنيا رائعا، الآن ويا لسخرية القدر، محمد عطية نفسه «بيتريق» على حملة «صبح على مصر بجنيه»، هل رأيتم كوميديا سوداء، وعبث أخلاقى وقيمى مثل ذلك؟

هؤلاء المدعون وأدعياء العمل الثورى الطاهر، يأمرون الناس بالمعروف، وينسون أنفسهم، ويوظفون الأحداث والفتاوى السياسية والدينية على مقاس مصالحهم الخاصة، فى حين يحرمون العمل نفسه لخصومهم السياسيين، دون أى وازع من ضمير أو دين أو قيم أخلاقية وطنية، فالعار يلاحقهم وسيلاحقهم مع تعرى مواقفهم أكثر وبشكل يومى، أمام المصريين جميعا، الذين فقدوا الثقة فيهم تماما.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة