وتشير الوثائق إلى وحشية الأساليب المستخدمة فى الاستجواب والتعذيب من بعض عملاء وضباط الوكالة فى مواقع الاعتقال والسجون بحق المعتقلين والرهائن.
ودافعت الوكالة الأمريكية عن أساليبها، قائلة: إن تلك العمليات أتت أكلها وساهمت فى منع عدة هجمات إرهابية والقبض على إرهابيين خطرين، مشيرة فى الوقت ذاته إلى أنه لا يمكن عمل دراسة حول مدى كفاءة هذه الأساليب كما يبدو أنه طًلب منها، وهذا طبقًا لوثائق سرية أفرجت عنها ال CIA.
وبحسب الوثائق، فإن هذه الأساليب القاسية، والتى وافقت عليها وزارة العدل الأمريكية، انتزعت من المتهمين بمعلومات هامة واستخبارات أجنبية بعضها عن القاعدة لم يدلوا بها قبل اتباع أسلوب التعذيب الممنهج، مما حد من إمكانية القيام بعمل إرهابى واسع النطاق كهجمات 2011، إلا أن بعض المدافعين عن حقوق الإنسان يدعون أن الـCIA، اتبعت هذا المنهج قبل موافقة الوزارة عليه كما قامت بممارسة أساليب لم تذكر فيما وافقت عليه.
خليتىّ كراتشى وغرابى
ومن أهم المعلومات التى تم الكشف عنها تحت التعذيب هى "خطة كراتشى"، حيث تبين تعاون القاعدة مع متطرفين باكستانيين بعد استجواب خلاد بن عطاش وعمار البلوتشى وخالد شيخ محمد، للهجوم على القنصلية الأمريكية فى باكستان ومصالح أمريكية أخرى هناك، وكذلك العمل على خطف طائرات من أوروبا الشرقية والطيران بها إلى مطار هيثرو بلندن، وكان السعودى حازم الشاعر قد بدأ بالفعل فى البحث عن طيارين للقيام بالعملية، وقام خلاد وآخر يدعى حنبلى بالاعتراف بالتخطيط لخطف طائرة وصدمها بأطول مبنى فى لوس أنجلس، بحسب الوثائق.
أما حنبلى نفسه فتم القبض عليه في أغسطس 2003 مما أدى لتفكيك جزئى للجماعة الإسلامية في جنوب شرق آسيا، فقد قدم خالد شيخ معلومات عن قيام المدعو مجيد خان بإرسال أموال إلى حنبلى، فبالقبض عليه قام خان بالاعتراف أنه أرسل الأموال إلى من يدعى بزبير، والذي بعد القبض عليه قال بدوره أن عميل آخر يدعى ليلى يقوم بإرسال جوازات مزورة إلى حنبلى، وأدلى بعنوان حنبلى والذى تم القبض عليه واعترف أنه كان يقوم بتجهيز خلية "غرابى".
وقال حنبلى أن خلية غرابى تنتمى للجماعة الإسلامية وتتكون من 17 عضو وكانت تبحث عمن تدربهم على خطف الطائرات، وقام خالد شيخ بالاعتراف أن المدعو عيسى الهندى هو عميل له فقامت السلطات البريطانية بالقبض عليه وأخرين من خلية نائمة تم الكشف عنها، كما أدلى عطاش البلوتشى وآخر يدعى حسن غول بمعلومات أدت إلى القبض على من يدعى أبو طلحة، وهو قائد خلية كراتشى ومهندس خطة مطار هيثرو فقامت باكستان بالقبض عليه.
إحباط عمليات
وقام خالد شيخ بالاعتراف على من يعرف "بطيار" واصفًا إياه "بمحمد عطا القادم"، ومحمد عطا هو مصرى قام بقيادة إحدى الطائرات المخطوفة وصدمها فى أحد برج التجارة العالمى الشمالى فى 2001، وقامت ال CIA بالبحث عن "طيار" والتحدث إلى معارفه بالولايات المتحدة مما دفعه للهرب من البلاد، ومازال البحث عنه جاريًا، طبقًا للوثائق، كما تم إفشال خطة لتفجير قنبلة في واشنطن بعدما اعترف المدعو أبو زبيدة أن خوسيه باديلا وبنيام محمد سيقومان بالعملية، فتم القبض على باديلا فور وصوله الولايات فى مايو 2003 وتم التعرف على محمد فى باكستان وكان مقبوض عليه بالفعل، أما المدعوان خالد وعمار قالا أن من يدعى ساجد بدات كان سيقوم بتفجير قنابل موضوعة داخل أحذية بالتعاون مع ريتشارد ريد فى ديسمبر 2001 عى عملية شهيرة تم إحباطها من قبل السلطات الأمريكية.
كما وصل لـCIA، إعتراضًا على استجواب أحد المساجين ويدعى "ناشرى" بسبب أنه يتعرض لظروف شديدة الصعوبة نفسيًا وجسديًا مما قد يتسبب فى ترك أثر نفسىّ عليه مدى الحياة، وأنه لم يعد يمتلك معلومات يخفيها عن المحققين، كما أنه سيفهم تدريجيًا أنه سيتعرض للتعذيب بغض النظر عما إذا ما تعاون أم لا، كما كان هناك اعتراضًا على استجواب الطبيب النفسى "لناشرى"، وهذا بحسب خطاب الإعتراض المنشور ضمن الوثائق.
موضوعات متعلقة:
"CIA" تفرج عن 50 وثيقة سرية خاصة تكشف وحشية أساليب الاستجواب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة