لماذا الصمت على الانحدار الأخلاقى فى برامج رمضان؟.. لن أتحدث عن أعمال العنف التى تعتمد عليها برامج «المقالب»، معتقدين أنها قادرة على استخراج الابتستامة من المشاهدين، لكنى أقف أمام الانحدار الأخلاقى الذى انتشر فى هذه البرامج وغيرها، لدرجة أن بعضا من مقدمى هذه البرامج لا يجد غضاضة فى التلفظ بألفاظ نابية، وهو يعلق على ضحاياه أو وصف ضيوفه بصفات لا يمكن السماح بها مطلقاً.
أتحدث عن ألفاظ غير لائقة سمعتها أكثر من مرة من رامز جلال وهو يقدم ضحاياه عبر برنامجه «رامز بيلعب بالنار»، ظنا منه أن ما يقوله يعبر عن خفة ظل، رغم أنه يمثل خروجاً عن القيم العامة للمجتمع، فالإعلام هدفه الأساسى بجانب الترفيه، الحرص على إنشاء جيل قوى وقادر على مواجهة وبناء المستقبل، لكن أن تتحول هذه النوعية من البرامج إلى وسيلة لدخول الألفاظ السوقية إلى بيوتنا لكى يسمعها أبناؤنا وبناتنا، فالأمر يحتاج لوقفة، لوضع حد للمهزلة التى نراها كل يوم دون أن يتحرك أحد.
الغريب أننى قبل يومين قرأت تصريحات للدكتور خالد عبدالجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية فى حوار مع الزميلة «الشروق» قال فيها، إنهم فوجئوا بعرض بروموهات لبرامج المقالب دون أن يكون على علم بها، وأنه قام بإبلاغ المسؤولين عن هذه البرامج، سواء الجهة الإنتاجية أو القناة المتعاقدة على عرضها، وطلب منهم عرض الحلقات لإجازتها قبل العرض الرمضانى، لكن الرقابة لم تتلقَ أى رد، متوعداً بالكشف عن كل القنوات والبرامج التى لم تستجب وتجاهلت هذه المخاطبات، والإعلان أيضاً عن العقوبات التى ستقع عليهم.
ما قاله رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية يكشف عن استخفاف القائمين على برامج المقالب بعقول المشاهدين، وعدم احترامهم للقوانين والقواعد المنظمة لظهور مثل هذه البرامج على شاشات التليفزيون، فهذه البرامج تم عرضها فى الفضائيات دون أن تحصل على موافقة الرقابة، اخترقت بيوتنا جميعاً دون أن يراجعها أحد إلا القائمون على هذه البرامج، المقتنعون أساساً بها وبما تتناوله، والمقتنعون أيضاً بأنهم فوق أى محاسبة.
لا أعادى قناة معينة أو شخصا محددا، لكننى أحاول البحث عن إجابة لسؤال يؤرقنى كثيراً، وهو من المسؤول عن وقف الانحدار الأخلاقى الذى وصلنا إليه فى مثل هذه البرامج التى ينفق عليها الملايين دون أن يراعى القائمون عليها الذوق والأخلاق العامة، لا يهمهم سوى البحث عن المكاسب المادية وأكبر عدد من المعلنين، دون أن يدركوا خطوة ما يقومون به، سواء ببث مشاهد العنف أو بالألفاظ الخارجة التى لا يصح أن نسمعها عبر شاشات الفضائيات.
ووسط هذه الحالة كانت هناك خطوة مهمة تلك التى قام بها جهاز حماية المستهلك بوقف بث الإعلانات التليفزيونية التى تعرض على شاشات الفضائيات، لانتهاك مضمونها للكرامة وعدم احترامها للذوق العام والعادات والتقاليد المجتمعية وخروجها عن الآداب العامة واستخدام الأطفال واستغلالهم بالمخالفة لحقوقهم، وهى خطوة جريئة ومهمة أيضاً، ونريد أن تحذو كل الأجهزة المسؤولة عن حماية بيوتنا من هذه البرامج أن تقوم بدورها، فجهاز حماية المستهلك قام ويقوم بدوره، لكن يبقى أن يقوم الآخرون بدورهم، نريد أن يمتد هذا الدور ليشمل المسلسلات والبرامج التى تحتوى على مشاهد العنف وانتشار ألفاظ السباب، لحماية بيوتنا من هذا العبث.
هناك آلاف الشكاوى والبلاغات ضد برامج لا تحترم القيم المصرية، لكن المطلوب تحرك واضح ضد هذه البرامج، ويكفى أن أشير إلى أن الدكتورة هالة أبو على، الأمين العام للمجلس القومى للطفولة والأمومة، قالت: إنها تلقت عدة بلاغات ضد برنامج رامز جلال الذى يقوم على استخدام النار وأسلوب العنف، بما قد يؤدى إلى ترسيخ العنف بين الأطفال المشاهدين وأقرانهم وتقليد ما يشاهدونه، لكن للأسف لم يتحرك أحد للتحقيق فى هذه البلاغات ولوقف هذه المهزلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة