محمد محمود حبيب يكتب: عن دور رواد التواصل الاجتماعى فى مواجهة الإرهاب

الجمعة، 17 يونيو 2016 06:10 م
محمد محمود حبيب يكتب: عن دور رواد التواصل الاجتماعى فى مواجهة الإرهاب عملية إرهابية - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
العمليات الإرهابية تلك النبتة السيئة، تلك النكبة القاصمة، لقد أصبح مؤيدى التفجيرات يتباهون بالدماء والقتل، وأضحوا يتعاجبون بها كما يتعاجب الأطفال بالثوب المبرقش واللعبة الزاهية الألوان! إنهم طائفة من المضللين الخادعين أعداء البشرية، لقد تصوروا أن هذه الأفعال هى المنهج الإلهى وهم بذلك سيئو النية، شريرون، يطاردون البشرية المتعبة والتى همت أن تفيق، وأن تؤوب من المتاهة المهلكة.. هؤلاء بلا شك ينقصهم حسن النية وينقصهم الوعى الشامل، والإدراك العميق.

ويتصور هؤلاء أن العلميات التفجيرية أو ما يعرف عندهم بقتل المصلحة وهو أن يضحى الإنسان بتفچير نفسه أو غيره هو لخدمة الدين وامتثالاً للمنهج الإلهى وسينال الشهادة وسيظفر بالحور العين !! وهذا القول ( بالفوائد الدنيوية للتفجيرات ) مبنى على رأى فاسد فى الواقع؛ لأنَّ النتيجة السيئة أضعاف أضعاف ما يحصل بهذا، فالجماعة الإرهابية عندما تشعر ( بحق أو بدون حق ) بالغبن والظلم تبحث عن استرجاع حقوقها بطريق القوة المفرطة عن طريق أيدلوجية معينة أو عن طريق التأثر بالنص الدينى المتشدد الحاث على لزوم إحقاق الحق وإدحاض الباطل ولو بالوسائل العنفوية، وحديثى هذه المرة موجه إلى رواد وسائل التواصل الاجتماعى فيجب أن يهتموا بالمفيد والنافع وعليهم أن يقتطعوا جزءاً من وقتهم فى مواجهة الإرهاب ومؤيديه من خلال بعض النقاط البسيطة ومنها:

- التركيز على تصحيح الموروث التاريخى المغلوط كتفسير آية أو رواية أو فتوى فى كتب الأديان يستند إليها الإرهابى فى شرعنة عمله هذا، ومن هذا التصحيح بيان وهاء حجية ومشروعية العمليات الإرهابية ( كما جاء فى أكثر من كتاب لى مصرح من الأزهر وكما نوه لهما اليوم السابع ) ومن هذه الحجج:
- قصَّة البراء بن مالك- رضى الله عنه - فى غزوة اليمامة حيث أَمر أصحابه أن يُلْقُوه من وراء الچدار ليفتح لهم الباب، فإن قصة البراء ليس فيها هلاكٌ محقق ولهذا نجا وفتح الباب ودخل الناس، فليس فيها حُجة. ومما لا شك فيه أن العمليات الانتحارية التى يتيقن الإنسان أنه يموت فيها حرامٌ، بل هى من كبائر الذنوب؛ لأن النَّبى صلى الله عليه وسلم أخبر بأنَّ (من قتل نفسه بشىء فى الدنيا عُذِّب به يوم القيامة) (رواه البخارى (5700) وغيره، ولم يستثنِ شيئًا بل هو عامٌّ؛ ولأنَّ الچهاد فى سبيل الله المقصودُ به حماية الإسلام والمسلمين، وهذا المنتَحر يُدمِّر نفسه وُيفقَد بانتحاره عضو من أعضاء المسلمين، ثمَّ إنَّه يتضمن ضررًا على الآخرين؛ لأنَّ العدو لن يقتصر على قتل واحد، بل يقتل به أُمماً إذا أمكن ( وبوسائل غير تقليدية )؛ ولأنه يحصل من التضييق على المسلمين بسبب هذا الانتحار الجزئى الذى قد يقتل عشرة أو عشرين أو ألف، يحصل ضررٌ عظيم، كما هو الواقع الآن. ويستدل هؤلاء السذج أيضاً بقصة أصحاب الأخدود والتى أخرجها مسلم برقم (3005)، وأشار إليها القرآن فى سورة البروچ، ومختصرها أن هناك غلام مؤمن فشل الملك الظالم فى قتلة بعدة محاولات فاقترح الغلام أن يقتله بالسهم وسيموت بشرط أن يؤمن الناس فآمنوا الناس بالله ! وهذه القصة تختلف عن الواقع بأشياء منها:

مصلحة الدعوة ونصر الدين فى قتل الغلام بيد الملك كانت متحقِّقة، بخلاف قتل أنفسكم أنتم وغيركم من المسلمين وغيرهم من معصومى الدم الذين لا يچوز قتلهم.

إن ثمرة صنيع الغلام إيمان الناس أجمعين، فقد جمع الناس على فعل واحد ولم يترتب على ذلك مفاسد، وكان چازمًا بتحقيق هذه المصلحة العظمى ؛ لأنه من الملهَمين، لذلك طلب هذه الصفة التى يُقتل عليها، ودخل الناس فى عبادة الله عز وچل، وكفروا بالطاغية، أما اليوم فقد وقعت مفاسد نفر الناس من الإسلام، وأدى إلى ارتداد بعض المسلمين عن الإسلام. ولا يمكن قياس ما يحدث من الداعشيين على غلام الأخدود؛ لأنه لم يقتل نفسه بيده، وإنما بيد الملك الكافر، ولا على قصة اقتحام البراء رضى الله عنه، ولا حديث الانغماس فى العدو حاسرا؛ لذات السبب.

واقعة الغلام واقعة خاصة؛ لأنه أحد الملهمين، والواضح من سياق القصة: أن هذا الغلام أحدُ المحدَّثين الملْهَمين فى الأمم السابقة، كما أخرچه البخارى (3282) وغيره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ مِنَ الْأُمَمِ نَاسٌ مُحَدَّثُونَ..." ويؤيد ذلك ما قاله القرطبى فى تفسيره (19/287): "لما غلب على ظنه أنه مقتول ولا بد، أو علم بما چعل الله فى قلبه؛ أرشدهم إلى طريق يُظهر الله به كرامته وصحة الدين الذى كان عليه، ليُسْلم الناس، وليدينوا دين الحق عند مشاهدة ذلك، كما كان ".

قلت: ولنسأل المحرضين والمؤيدىن هذه العلميات الإرهابية: هل أنتم مُحَدَّثون مُلْهَمون؟ فلا أنتم ملهمون ولا لدينكم خادمون.

ولنسأل بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى والذين يضيّعون جزءاً كبيراً من أوقاتهم فى غير المفيد: هل آن لكم أن تفيدوا البشرية بنشر أى معلومة شرعية موثّقة تساعد على نشر التعايش والسلام فى العالم؟









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة