تلقت خدمة صحافة المواطن مئات الشكاوى المخيفة عن انتشار القمامة فى الإسكندرية، ما دفعها للانطلاق نحو عروس البحر الأبيض المتوسط، ليرصد محررنا بنفسه ويحقق الشكاوى التى تلقيناها منذ انطلاق الخدمة وحتى الآن، نبدأ دفتر أحوال صحافة المواطن اليوم بمجموعة من الشكاوى المتعددة التى تلقيناها، ثم نصحبكم فى رحلة محرر صحافة المواطن الميدانية فى العديد من الأماكن التى وصلت لنا منها الشكاوى.
استغاثات أهالى عروس البحر
وأرسل القراء شكاوى من انتشار القمامة فى شارع 12 بحى كرموز، وقال القارئ فى شكواه، أن أهالى شارع 12 يناشدون المسئولين بضرورة انتشال القمامة، التى تسببت فى انتشار الأمراض والأوبئة بين الأهالى، فضلاً عن تشويه الشكل الحضارى للشارع، وبالمثل شارك قارئ أيضا بشكوى نتيجة انتشار القمامة بجوار مبنى كلية فنون جميلة بمحطة جليم، التابعة لمحافظة الإسكندرية، وسط غياب تام لرجال النظافة، إضافة لمحطة ترام سيدى بشر، وأرسل القارئ وحيد يسرى شكوى من انتشار القمامة ومحاصرتها لمبنى الإدارة العامة للتأمين الصحى بمحافظة الإسكندرية، مناشدا المسئولين بالمحافظة إزالتها وإنقاذ الأهالى من الروائح الكريهة التى يعانون منها.
تضرر القارئ أحمد محمد حبيب، من تراكم مخلفات المبانى بمنطقة بيانكى بالهانوفيل حى العجمى، مؤكداً ضرورة تدخل المسئولين للقضاء على الفوضى والعشوائية، قائلا فى نص رسالته "شاطئ بيانكى الهانوفيل فى حالة يرثى لها والشارع المؤدى إلى قرية 480، فكل الشوارع بها مطبات وحفر وقمامة ومأوى للكلاب الضالة".
وأرسل المهندس مدحت لبيب عزيز، شكوى من انتشار القمامة فى شوارع بورسعيد ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر فى سيدى بشر، وسط مشهد غير حضارى ولا يليق بالعاصمة الثانية عروس البحر الأبيض المتوسط، وأرسل آخر صورا، تبرز تراكم القمامة والمخلفات، بمساكن الاجى كاب فى منطقة العجمى بمحافظة الإسكندرية، موضحا أن هيئة النظافة بالمحافظة لم تزل القمامة من محيط المساكن منذ 3 أشهر، وأن المنطقة تحولت إلى وكر للمخدرات وبيعها فى النهار علنا وإيواء للبلطجية، مناشدا المسئولين بالمحافظة إنقاذ المنطقة من انتشار الأوبئة والأمراض قبل تفاقهما، وواصل أهالى منطقة أبو قير استغاثاتهم بسبب تراكم أكوام القمامة أمام المخبز الآلى بالمحافظة، وأرسل أحد القراء صورا ترصد انتشار القمامة بصورة كبيرة أمام المخبز الذى يعد أحد اكبر المخابز فى الإسكندرية.
رحلة ميدانية لصحافة المواطن لبحث شكاوى القراء
صحافة المواطن فى اليوم السابع، توجهت على الفور إلى العاصمة الثانية، ويظهر واضحا أن أحد أهم أسباب الأزمة هو تحول المناطق التاريخية ذات الفيلات والقصور إلى عشوائية وفوضى لتحتل الابراج الشاهقة المخالفة الشوارع مما يتسبب فى زيادة سكانية كبيرة لم تكن موجودة من قبل أدت إلى زيادة فى نسبة القمامة بخلاف ارتفاع نسبة مخلفات المبانى الناتجة عن أعمال الهدم والبناء بالعقارات المخالفة أيضا وقيام أصحابها بإلقاء تلك المخلفات فى قارعة الطريق، وكأنها تتحدى المسئول التنفيذى الأول وكل المسئولين وهو ما أعطى انطباعا سيئا عن المحافظة بأكملها.
إذا كنت من سكان الإسكندرية فقد أصبح المشهد مألوفا لك.. أما إذا كنت زائرا فتشاهد العجب العجاب من تلال القمامة المنتشرة فى جميع شوارع المحافظة الساحلية، تلال أكوام من القمامة فى كل مكان حتى أصبحت من المعالم الرئيسية للمحافظة مثلها مثل الشواطئ أو الأماكن الأثرية، شارع محمد نجيب الشارع المضج بالمحلات التجارية أصبحت الجزيرة الوسطى به عبارة عن قمامة ينبشها حيوانات الشارع للبحث عن الطعام، خالفة ورائها روائح كريهة.
هذا الوضع أيضا ينطبق على محيط محطات الترام فى سيدى بشر وفليمنج وبلوكلى، أصبحت الثمة السائدة فيه هذه الجبال، فأول شىء يراه السكان من شرفات مساكنهم صباحا ومساء هى القمامة بألوانها المختلفة ورائحتها التى تزكم الأنوف، أما فى شارع خالد بن الوليد وشارع العيسوى وشارع 45 تحولت جوانبها إلى أوكار للحيوانات والحشرات الضارة التى تعيش حياتها للتغذى على القمامة المنتشرة فى الشوارع.
وامتدت القمامة أيضا إلى الميادين الكبرى فى المحافظة، فنجد ميدان سموحة مكتظا بهذه القمامة وأيضا ميدان كليوباترا وميدان الرمل بشوارعه المشهورة شارع صفية زغلول والنبى دانيال وميدان القائد إبراهيم ومحيط مكتبة الإسكندرية وجامعة الإسكندرية.
الأغرب من هذا أنك عندما تريد الذهاب إلى شارع ما ولا تعرفه، تجد هناك من يدلك على الشارع بعلامة مميزة كجبل القمامة، مثل شوارع مدينة فيصل والعصافرة والسيوف حتى الأماكن الراقية فى جليم وكامب شيزار والازاريطة وسبورتنج، عندما نجد هذا الإهمال فى المناطق الراقية فكيف الحال فى أماكن أقل رقيا أو ما يطلق عليها المناطق الشعبية كميدان الساعة وفيكتوريا والعوايد وأبو سليمان.
حتى الإسكندرية القديمة طالتها أكوام القمامة التى أصبحت تحاصر المناطق الأثرية فى كرموز وكوم الدكة وغيط العنب ومحطة مصر وكوم الشقافة ومقابر رأس التين والرصافة ومحرم بك.. أطنان القمامة فى الشوارع تتحدى الجميع.
المسئولية مشتركة بين الأحياء والمحافظة من ناحية ومن المواطنين من ناحية أخرى.. القمامة تظل بالأيام والليالى دون أن يرفعها الحى، وبالمناسبة القمامة كنز قوى إذا أعيد استغلالها وإعادة تدويرها.. لكن لا أحد يهتم، فيما يقوم بعض الأهالى بإلقاء القمامة خارج الصناديق المخصصة للقمامة واحد تلو الآخر يقومون بإلقائها فى الشارع حتى تصبح غولا مستوحشا يلتهم الناحية الجميلة فى بلد المارية والتراب الزعفران.
ورغم قيام الأهالى بإلقاء كل المخالفات المنزلية فى الشوارع، إلا أن المصيبة الكبرى تكمن فى قيام عمال النظافة بجمعها وإلقائه فى العديد من البؤر وبدلا من نقلها للمقالب العمومية، يقومون بحرقها، أما عن عربات الكارو فحدث ولا حرج فهى تحمل مخلفات البناء والقمامة وجميع القاذورات وجعلت من الشوارع مقالب وتجمعات أصبحت سمة سائدة لسكانها.
موضوعات متعلقة:
بالصور.. بعد تولية المسؤلية بـ5 أشهر.. محافظ الإسكندرية ينشغل فى الصراعات الهامشية ويخفق فى مواجهة ملف المبانى المخالفة والقمامة والصرف الصحى.. والمحافظة تعانى من طفح الصرف الصحى المستمر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة