أكاديمية مصر للفنون بروما لا يعرفها الكثيرون.. كيف نعرفهم بها؟
نعن هناك أشخاص عديدون لا يعرفون ما هى الأكاديمية المصرية فى روما، والبعض الآخر يعتقد أنها قاصرة على مجال الفنون التشكيلة فقط، لذلك فلابد من تصويب الفكرة العامة عن الأكاديمية المصرية. فنحن نحتفل بالعيد الـ 90 للأكاديمية ومن العيب أن يجهلها الناس.
هل اقتصر دور الأكاديمية على الناحية الثقافية فحسب أن امتد إلى الناحية السياسية أيضا طوال هذه الأعوام الـ 90؟
الأكاديمية مكان مصرى ذو طابع دبلوماسى فى غاية الأهمية، فهى بمثابة منبر تظهر أهميه فى أوقات الأزمات، وهذا ما حدث بالفعل أيام حرب 1967 وأيام العدوان الثلاثى 1956، وهو ما يبرز بعد أفق المجتمع المصرى الذى استثمر فى الثقافة وصنع الأكاديمية المصرية بروما وأولاها عنايته نظرا لما كان يتمتع به من دراية واسعة بالفن، وهنا يجب أن نتذكر أن أن أول برلمان مصرى عام 1923، خصص ميزانية قدرها 12 ألف جنيه للفنون المصرية، هذا بجانب أنهم قدموا كتابا أطلقوا عليه "نهضة مصر"، بالإضافة إلى تأسيسهم لنظام المنح الدراسية.
وهل يجب أن يعلم المصريون أن دور هذه الأكاديمية غير قاصر على الفن؟
نعم المجتمع المصرى عليه أن يعى أن الأكاديمية تمثل أداة للريادة كما أنها أشبه بسفارة بالخارج منوط بها الدفاع عن مصر وترسيخ الهوية المصرية وتنقل ثقافة المجتمع للخارج.
من خلال تعاملك اليومى مع الإيطاليين كيف ترين الشخصية الإيطالية الآن وما علاقتها بمصر؟
للأسف جيل الوسط من العالم الغربى ليس لديهم دراية أو معرفة كاملة عن خريطة الوطن العربى، بسبب المناهج التعليمية الأوروبية التى تغض النظر عن المناطق العربية تماما.
-هل النجاح فى المجال الثقافى يؤدى إلى النجاج السياسى؟!
بالتأكيد الثقافة والتعليم سلاحا الدولة، والتعامل الدولى ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، فمصر تتعامل مع الثقافة من الداخل وتدعم الخارج، لكن يجب إعادة تدعيم الخطاب الخارجى مثل ما حدث فى أزمة مقتل الشاب الإيطالى ريجينى، فوزارة الثقافة عبر منفذها بالأكاديمية كانت المنفذ الوحيد المتصل بالمجتمع فى هذه الأزمة الكبيرة.
وكيف أدارت الأكاديمية "أزمة ريجينى"؟
يجب هنا أن أؤكد أن مقتل ريجينى بمثابة الصدمة للجميع، فمن وجهة نظرى فمصر وإيطاليا وجهان لعملة واحدة، وكان من المقرر زيارة وزير الثقافة لروما لكنه هذه الزيارة تم تأجيلها، ومنذ اليوم الأول استشعرنا خطورة الموقف فسفيرنا فى إيطاليا "السفير عمر حلمي" قال إننا نوجه أزمة سياسية دبلوماسية حقيقية لذلك قدمنا واجب العزاء لأسرة ريجينى فى البداية ثم طوعت الأكاديمية عملها وفتحت أبوابها لمخاطبة الجمهور الإيطالى سواء كانوا من الأطفال أو من الأسر العادية وذلك وفمنا بوضع استراتيجيات جديدة، حيث إن الأكاديمية استقبلت تلاميذ المدارس الحكومية الإيطالية الذين يدرسون الحضارة المصرية، ليقوموا بزيارة مستنسخات توت عنخ آمون ومعرض عمر الشريف ومعرض رواد الفن التشكيلى كما خصصت وزارة الثقافة عمل ورش عمل فنية للأطفال من خلال رسم الشخصيات القصص الخيالية مثل جحا وست الحسن والجمال وشخصيات مصرية مثل الدكتور طه حسين، حيث كان نتاج هذه الورش تمكن هؤلاء الأطفال من كتابة أسماء القصص باللغة العربية، وهذا ما يسمى بالحراك الثقافى بين العرب والغرب، لذلك فلابد من استدعاء الذخيرة الثقافة المصرية عن طريق قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة عن طريق المنافذ فى البلديات وعن طريق المدارس التعليمية.
ما رد فعل الأطفال عندما شاهدوا مستنسخات توت عنخ آمون؟
كل الأطفال عندما شاهدوا قناع توت عنخ آمون استغربوا لأنه "بدقن" خاصة بعد الحادثة الأخيرة التى تغرض له قناع الملك الذهبى من تشويه على يد بعض المرممين، وهذا يدل على أن هؤلاء الأطفال لديهم معرفة ثقافية واسعة بما يحدث فى مصر فبعضهم قال لى لائما :ليه وقعتوا دقنه.
هل تلعب الأكاديمية دورا فى مساعدة اللاجئين العرب للاندماج بداخل المجتمع الاوروبى؟
نعم.. أكاديمية الفنون منذ إنشائها لديها طريق واضح، يتمثل فى الحفاظ على الهوية المصرية، فهذه المنشأة منوطة بانعكاس الحركة التشكيلية بين مصر وإيطاليا، فدول أوروبا تستقبل الطلاب المبعوثين لتعليمهم ولتشكيل وجدانهم، ولكن عند توليت منصب رئيس الأكاديمية المصرية بروما عام 2012 رأيت أن هذا المكان يمكن توظيفه ليكون ردا على تداعيات الوضع الراهن، وفى السنة الأخيرة عندما تزايدت نسبة اللاجئين تعاملت مع أحدى المؤسسات التى تتبنى الأطفال اللاجئين، وقامت الأكاديمية بتدريسهم وبدأنا بالتاريخ المصرى القديم.
لماذا لا تسهم الأكاديمية فى إحداث طفرة سينمائية مصرية بعمل منح لتعليم الإخراج فى روما ؟
حاولت عرض دراسة الإخراج السينمائى من قبل لكن الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق رفض واكتفى بدراسة خشبة المسرح، وأنا أتفق معكم تماما فى هذا الجانب لأن السينما غاية فى الأهمية والحيوية، ومن الواجب أن تشملها رعاية الدولة بشكل أكبر فمصر ترسل كل عام عشرة مبدعين تختارهم وزارة الثقافة من أجل دراسة مختلف التخصصات، ومن الممكن أن نطرح دراسة الإخراج السينمائى ضمن التخصصات لأن دور الأكاديمية فى الأساس أن تعمل على تولى رعاية هؤلاء المبدعين لكى يواصلوا دراستهم ثم يعودوا إلى مصر ليستفيد المجتمع الفنى بما تعلموه.
هل للأكاديمية دور فى تحريك قوة مصر الناعمة على المستوى العربى؟!
ففى عامى 2013 و2014، تعاونت مع قطاع الفنون التشكيلية لإقامة كرنفال الفنون لمجموعة من الفنانين المصريين والعرب، ضم 20 لوحة من الفنون التشكيلية من ملتقى لأقصر للتصوير لفنانات العرب من مصر والأمارات والمغرب تونس والسعودية، ولقيت هذه الفكرة لقطت نجاح كبيرا وقت عرضها بالأكاديمية.
ما مقدار ميزانية التى تنفقها وزارة الثقافة المصرية على الأكاديمية؟!
الميزانية التى تنفقها الوزارة للأكاديمة 3 ملايين جنيه فقط، وهذا المبلغ لم يعد مجديا بالنسبة لدولة كبيرة مثل مصر، حيث إن الأكاديمية تلتقى مردودا كبيراً على مستوى العالم الخارجى.
موضوعات متعلقة..
- مديرة الأكاديمية المصرية بروما تفوز بجائزة الوردة البرونزية الإيطالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة