طارق الخولى

عندما باع مرسى نفسه للشيطان

الإثنين، 20 يونيو 2016 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جماعة الإخوان كان لديها أجندة خاصة لتمكين أعضائها من مفاصل وأعمدة الدولة



الحكم عنوان الحقيقة، فعندما سمعت منطوق الحكم على محمد مرسى وأعضاء عشيرته، فى قضية التخابر مع قطر، انتابنى الذهول لمجرد تصور أن يبع رئيس جمهورية نفسه للشيطان، فيتخابر مع دولة أجنبية، لا تستهدف سوى تدمير مصر، وتحويل المنطقة لدويلات صغيرة، حتى تصبح هذه الإمارة قوى عظمى.

فكيف حكم هذا الصعلوك مصر الدولة العظيمة التى لها تراثها، وكل المقومات تفرض عليها أن تكون كبيرة، فعندما يحكمها ضعيف كالمعزول مرسى، يحاول أن يجعلها فى حجمه حتى يستطيع إدارتها، فيبيعها وأهلها بأبخس الأثمان إلى أحقر الدول مادامت تمتلك سطوة المال، فتصير مصر دولة فقيرة لشعب من التعساء الشحاذين، وتتحول من قائد للمنطقة إلى تابع لدويلة صغيرة تمول الجماعة بمليارات الدولارات.

فمصر كلها الآن فى مواجهة الإرهاب، فنحن نواجه مجموعة من البلطجية والجهلاء الذين يخادعون، ويكذبون، ويقتلون، ويبطشون باسم الدين، فيكبرون ويهللون، عند نشوة ارتكاب المعاصى، فيمنحون الإيمان لمن والاهم ويكفرون من اختلف معهم أو عاداهم.

لقد تعرض الكثير من البسطاء لعملية خداع، من قبل الإخوان ومرسى الذى تحدث أثناء دعايته الانتخابية عن أنه سيخضع للدستور والقانون، وفى حالة مخالفته لذلك فإن للشعب الحق فى أن يثور ضده، وعندما حنث مرسى فى يمينه، ووضع نفسه فوق القانون، فثار الشعب ضده، صنع لنفسه شعبا بديلا من جماعته، ليكون الحاكم بأمر الله.

فجماعة الإخوان لم يكن لديها أجندة وطنية لبناء دولة المؤسسات، وتطوير مصر اقتصاديا وسياسيا، وإنما كان لديها أجندة خاصة لتمكين الجماعة من مفاصل وأعمدة الدولة، بنشر عناصرها فى سلطات ومؤسسات الدولة المختلفة، واختيار القيادات التنفيذية والإدارية ليس لاعتبارات الكفاءة، وإنما لمدى الانتماء والولاء للجماعة. فإمكانية نجاح الإخوان فى تطوير مصر سياسيا واقتصاديا، كان محكوما عليها بالفشل لسببين: الأول أن الجماعة ليس لديها الكوادر القادرة على تولى المناصب الإدارية والتنفيذية فى الدولة، وأن كل ما يجيده تنظيم الإخوان هو السمع والطاعة فقط، أما السبب الثانى فهو أن الجماعة مستفيدة من الفقر والأمية المتفشيين فى مصر، لأن العوز والجهل اللذين تغلب عليهما المصريون بالوعى والإدراك كانا السبيل الوحيد لبقاء الإخوان فى سدة حكم مصر.

وبعد كل ما فعله الإخوان مازالوا يسعون للعودة إلى السلطة ولو على أنقاض مصر، يتمنون لو قامت حرب أهلية بين المصريين، على غرار سوريا، فمن يمعن قراءة التاريخ المصرى، سيجد مواقف رجال يجب أن نرفع لهم القبعة، بعد ما ذقناه على يد الإخوان.

فلابد أن نذكر موقف الملك فاروق عندما ترك حكم مصر ورحل، ليجنب مصر الاقتتال الداخلى، والصراع داخل صفوف الجيش المصرى، ونفس الشىء قام به اللواء محمد نجيب عندما آثر البقاء فى بيته، وتحمل ما تعرض له من ظلم، رغم ما كان يتمتع به من شعبية، تجنيبا لمصر من الوقوع فى براثن الحرب الأهلية، تلك هى مواقف الرجال الجدعان، فى مواجهة نطاعة الإخوان.

الحقيقة هى أن تلك النطاعة ليست السياسية فقط، وإنما البشرية أيضا، تتركز بشكل كبير فى مجموعة قليلة من رجالات تتحكم فى آلاف من المخدرين المنساقين الذين تعودوا على التلقين والسمع والطاعة، دون أن يتركوا لعقولهم الحق فى التفكير وتأمل الحقائق.

فمصر تعرضت لاحتلال غاشم من نظام لم يعرف لمصلحة البلاد طريقا، ولا يدرك معانى حب الوطن وأهله، فقد أنقذنا مصر من يد هؤلاء المحتلين، لنتحول جميعا الآن إلى جنود فى معركة اغتيال الإرهاب، وليبقى المصريون حائط السد المنيع، فى درء خونة الوطن، وعباد الجماعة.

فإن كانت الجماعة هى وطن الإخوان، فمصر هى درة قلب المصريين قبل أن تكون وطنهم.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة