9 سنوات من العناء والألم، لم تجد الأسرة يدا تمسح دموعها، أو كلمة تطمئنها على ابنها الذى يعانى طوال الـ24 ساعة، لاينام إلا نادراً، فجسده يؤلمه، ويضطر رغماً عنه إلى حكه من شدة الآلام التى يشعر بها، وفى أحد أركان المنزل تجد والدة حسام عادل فتحى 9 سنوات، تجلس بطفلها، تبكى تارة، وتناجى ربها تارة أخرى، تتألم عندما يتألم وآلامه لاتنقطع، وقلبها ينفطر على نجلها الذى لا حول له ولاقوة إلا البكاء، قائلاً بين الآهات "يارب اشفينى"، لاصوت يسمعه فى محافظة كفر الشيخ من المسئولين، وكأن من يراه لايشعر بآلامه إلا قليلاً.
الطفل حسام عادل فتحى "9 سنوات" مصاب بمرض انحلال الجدار الوبائى "الذى يتسبب فى تسلخ الجسم بالكامل، لمجرد أى احتكاك، حتى ملابسه التى يرتديها تؤدى لتسلخ جسده بمجرد تبديلها، ويعيش فى مأساة يومية.
توجهنا لمنزل الأسرة بقرية المرابعين، معتقدين أن حالة الطفل هينة، ولكن هالنا ما رأيناه، متعجبين كيف يصمت المسئولون بمديرية صحة كفر الشيخ أو مستشفى الجلدية عليها، وعلى ذلك الطفل، فمجرد الصمت جرم لا يغتفر.
والد الطفل
وقال عادل فتحى "والد الطفل" إن نجله عمره 9 سنوات، ومنذ لادته يعانى من ذلك المرض، ويستطرد: لم نجد له علاجاً، وحاولت علاجه بالمستشفيات الحكومية، ولم نجد أية نتيجة.وأضاف: توجهت آخر مرة منذ عدة أيام لمستشفى الجلدية بكفر الشيخ، للحصول على تقرير بحالة ابنى، وفوجئت بالمستشفى تقول "هو انت مازهقتش من التقارير!"، كلمات قد تكون بسيطة ممن قالها، ولكنها كوخز الإبر فى القلب بالنسبة لى، لم أجد مفرا إلا علاجه لدى طبيب خاص، ما يكلفنى فى الشهر الواحد 1500 جنيه، ونظراً لعدم قدرتى على العلاج ونفقاته، فأنا أعمل بائع أسطوانات غاز، ودخلى لايكفينى توفير متطلبات الحياة لأسرتى المكونة من 5 أفراد، ونظراً لعدم توفر ذلك المبلغ الشهرى، لم أستطع الاستمرار فى علاج نجلى، لأنى أوفر علاجه شهر بالاستدانه، وأعجز عن توفيره الشهر التالى، لعدم قدرتى على ذلك، ويومياً تزداد الآلام على طفلى".
ويتابع: "لا أجد من يمد يد العون لى لعلاجه، لذا أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسى، لعلاج نجلى على نفقة الدولة، ولا أظن أن الرئيس وأهل الخير يتركونى وحيداً أتجرع الآلام ،وأرتوى بالحسرة التى تقتلنى، حتى أننى لا أتحمل رؤية طفلى عندما تخلع والدته ملابسه، لتخرج بالدماء ويتسلخ الجلد، لأننى لا أقوى على تحمل ذلك، فوالدته تحاول تحمل ذلك المنظر، ولكن دموعها تغلبها، مناجية ربها، ليس لنا أحد سواك ياربى".
والدة الطفل
ومن جانبها قالت والدة الطفل: "حسام يعانى من هذا المرض منذ ولادته، وأحاول أن أحافظ عليه، ولايختلط بأحد، لأن أى صدمة فى جسده يصعب شفاؤها إلا بعد عدة أشهر، فالجلد يتآكل ويتسلخ، فهل نجد من ينقذ الطفل مما هو فيه؟".وأضافت والدة حسام: من الصعب أن تجد طفلك وحيدا لايستطيع أن يخرج أو يلعب مثل الآخرين، ولايقترب منه أحد، خوفاً عليه من أى صدمات، حتى المدرسة رفضت استقباله، حتى لايحتك بالأطفال ويصاب باللعب معهم.
واستطردت: نضطر لمراجعة دروسه، والتوجه به أيام الامتحانات فقط للمدرسة، ونظراً لعدم قدرته على مواصلة الدراسة فعمره 9 سنوات وهو بالصف الثانى الابتدائى، ما أحزننى أكثر أن لسانه بدأ يلتصق فى حلقه، ولايستطيع فتح فمه، حتى أن الطعام يخرجه مرة أخرى، وأصابعه أصبحت ملتصقة ، نحن لا نستطيع أن نفعل له شيئاً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة