"السيدة نفيسة" حفظت القرآن فى الثامنة من عمرها وحفرت قبرها بيدها

الجمعة، 24 يونيو 2016 08:00 ص
"السيدة نفيسة" حفظت القرآن فى الثامنة من عمرها وحفرت قبرها بيدها مسجد السيدة نفيسة
كتبت سلمى الدمرداش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم كانت فى العلم بارزة وفى الأدب حاضرة فسيمت بـ"نفيسة" العلم والأدب، بعيدًا عن الخرافات والأساطير حول التضرع بالأضرحة والتوسل عندها وبها لإجابة الدعاء، وما يصاحبه من مشاهد غير مذكورة فى الدين الإسلامى، مثل تناول المأكولات ونثر الورد حول ضريحها، ومسح الملابس والأيادى على الضريح حتى تحل البركة، كل ذلك لا يتعارض مع منزلتها وحبها لدينها، فهى الطفلة التى ولدت من نسل بيت النبى صلى الله عليه وسلم، فحفظت القرآن قبل أن تتم الثامنة من عمرها، ثم تعلمت أصول قراءته.

وبدأت السيدة النفيسة فى التردد على المسجد النبوى بصحبة والدها لتتلقى العلم من كبار المشايخ وتتفقه فى أصول الدين والدعوى حتى أطلق عليها لقب "نفيسة العلم" قبل أن تصل إلى سن الزواج، لم تتوقف علاقة ابنة حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا الحسن عند حد تلقى العلم وحفظ القرآن، لكنها قامت بأداء 30 حجة كاملة ويروى البعض أن معظم هذه الحجات أدتها ماشية على أقدامها.

عاشت السيدة نفيسة حياة لم تتشابه مع حياة الفتيات فى عمرها فلم تكترث لإبراز جمال الفتيات أو الدخول فى تفاصيلهم، فكانت الزاهدة القانتة المحبة لدينها فضلاً عن أدبها الشديد الذى اشتهرت به، وخلقها الدمث الذى جعل الناس يطلقون عليها "نفيسة الأدب" فأصبحت بذلك "نفيسة العلم والأدب"، وكما كانت السيدة نفيسة، نفيسة فى علمها وأدبها فقد كانت أيضاً نفيسة فى زواجها حيث تزوجت من "إسحاق المؤتمن" ليجمع بذلك بيتها بين نورين الحسن والحسين، فجدها هو الإمام الحسن رضى الله عنه وجد زوجها هو الإمام الحسين رضى الله عنه، وكان زواجها ذلك سبباً فى حصولها على لقب جديد وهو "كريمة الدارين" نظرًا لحسبها وحسب زوجها اللذان يرجعان إلى بيت النبوة.

الدخول فى تفاصيل حياة السيدة نفيسة يكشف عن كثير من الجوانب التى يعجز العقل عن استيعابها إنما يتدبرها القلب حين يشعر بمعنى الزهُد فى الدنيا والإيمان بالآخرة والإعداد لها بحق وبحب وكأنها تنتظرها بين الحين والآخر فعلى عكس ما يخشى الكثيرون كلمة "الموت" ويخشون التفكير فيها أو الدخول فى تفاصيلها حفرت السيدة نفيسة رضى الله عنها قبرها بيدها وكانت تنزل إليه لتصلى فيه وتقرأ القرآن، حتى وصل عدد مرات قراءتها للقرآن فى قبرها إلى 190 مرة تقرأ القرآن وتبكى، أما عن وقتها فقد كانت تقضى معظمه بالمسجد النبوى وعند قبر جدها المصطفى صلى الله عليه وسلم تصلى وتسلم عليه وتقيم الصلوات وتردد الأذكار.

لم تكن السيدة نفيسة امرأة عادية تفرح بالجاه والسلطان، فقد كانت أورادها فوق كل اعتبار تترك من أجلها أى جاه وتترفع عن أى سلطان فى مقابل الحفاظ على أورادها وأوقات دعائها، فلما جاءت نفيسة العلم إلى مصر فرح أهلها بقدومها وأخذوا يلتفون حولها طالبين منها العلم والمشورة حتى وجدت نفسها فى حالة من اللهو بسبب التفاف الناس حولها بعدها عزمت على الرحيل حتى تتفرغ لأورادها، فتوسط أهل مصر لزوجها حتى يقنعها بالبقاء فى مصر.

ولما علم والى مصر حينها بذلك خصص لها أرضاً واسعة وبيتاً كبيراً وحدد يومين أسبوعياً كى يزورها الناس ويأخذون من علمها وترك لها باقى أيام الأسبوع تتفرغ لعبادتها، فقبلت السيدة نفيسة ومن يومها لن تنقطع علاقة المصريين بها، واعتبروا قبرها مزارًا يذهبون إليه طالبين من الله قضاء حوائجهم وآخذين من أحاديثها وكتبها ما يساعدهم على حل بعض المشكلات.


موضوعات متعلقة ..


"مارية القطبية" هل ظلمتها كتب السيرة فى مكانتها ببيت النبى؟


"آسيا".. حكاية امرأة فرعون من اختارت الله فاختارها بمحبة









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة