وأمام هذه الحالات والمشاهد التى معظمها مختلق، يعجز كبار الكتاب والمؤلفون عن كتابتها، تجد كثيراً من المواطنين يسرعون إلى وضع أيدهم فى "جيوبهم" لاخراج ما معهم من أموال وإعطائها للمتسولين، حيث يستغل المتسول طيبة المصريين وسرعة تعاطفهم مع الحالات الإنسانية ليجمعوا مزيداً من المال.
وربما يقودك القدر إلى التواجد بنفس وسيلة المواصلات أو المنطقة التى شاهدت فيها المتسول، لترى نفس الشخص فى اليوم التالى يحضر إليك ويلقى على مسامعك نفس الكلام اعتقاداً منه بأنه لم يراك قبل ذلك، فى حين أن ملامح وجهه لم تغب عنك لتكتشف الصدمة.
معظم المتسولين لا يتحركون إلى أماكن التسول حتى يجهزوا أنفسهم، عن طريق وضع "رباط " على اليد، أو الإدعاء بالعمى أو العجز، وربما ترى نفس الشخص لاحقاً بدون هذه الإصابات والعاهات، كان أخرها ضبط شاب داخل مترو الأنفاق يتسول بحجة أن إصبعه مبتور، وبعد القبض عليه تبين أنه سليم، واعترف باختلاقه للإصابة لكسب تعاطف المواطنين.
اللافت للانتباه أن المتسول لا يحصل على ما يكفيه وينصرف إلى بيته، وإنما تسيطر عليه ثقافة الطمع والجشع، فلا يتحرك حتى يجمع آلاف الجنيهات، وربما يكون الشخص الذى يعطيه المال أكثر منه حاجة لهذه الأموال، لكنه ضعف أمام توسلاته وأعطاه ما معه.
الأرقام داخل محاضر الشرطة، تؤكد مدى جشع المتسولين، كان آخرها 2695 جنيه، تم ضبطها بحوزة متسول أثناء استجداء جمهور الركاب بادعاء اصابته بالشلل والتخلف العقلي والحصول منهم على مبالغ ماليه وذلك بمحطة سكك حديد الزقازيق وتحرر له المحضر رقم 7/364 ح القسم .
وسبق هذه الواقعة ضبط متوسل بمنطقة بورفؤاد أثناء استجداء عدد من المارة بميدان المعديات، وبتفتيشه عثر بحوزته على 7 آلاف جنيه عملات مختلفة، وتبين أنه "محمد . ح"، واعترف بأن المضبوطات حصيلة التسول، الأمر الذى دفع وزارة الداخلية إلى ملاحقة المتسولين لتضبط 59 متسولا بنفس المنطقة.
وزارة الداخلية بدورها، أكدت استمرار ملاحقتها الأمنية للمتسولين الذين باتوا خطراً يهدد الأمن الاجتماعى فى مصر، ويزعزعوا أمنها الاقتصادى أيضاً، من خلال حملات أمنية مكبرة تستهدف محطات المترو والسكة الحديد قبلة المتسولين، حيث تتكرر هذه الحملات يومياً بإشراف اللواء محمد يوسف مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات.
وشددت الداخلية، على أنه لا تهاون مع الخارجين عن القانون أو العابثين بعواطف المواطنين للاستيلاء على أموالهم، ويتم مواجهة هذه الظاهرة بواسطة المأموريات الأمنية ورصد المتسولين بكاميرات المراقبة بالمترو.
بدورها، أكدت مروة محمد باحثة فى العلوم الاجتماعية، أن علماء الاجتماع يرون أن التسول أحد أبرز الأمراض الاجتماعية وبالتالي يضعونه فى مصاف "الظاهرة" الاجتماعية التي قد لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات، وأن التسول ناتج عن أسباب أبرزها البطالة والفقر، مؤكدة أهمية القضاء على أسباب الفقر وسن تشريعات قوية لمحاربة جرائم التسول، خاصة أنه غالبا ما يلجأ المتسولون إلى هذه الحيل لكسب مزيد من الأموال فى ظل وجود موروثات الطمع.
موضوعات متعلقة..
بالوثائق.. الأمن الوطنى فكك شبكة تابعة لـ"داعش"بالعجوزة.. حاصل على دبلوم صنايع يقود 12 تكفيريا خططوا لنقل العمليات من سيناء للمنطقة المركزية.. والقيادى "أبو بصير"هو مسئول تمويل الخلية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة