هكذا تجرأ القتلة على مهاجمة الزعماء
أقول دائما إنه ليس هناك إرهابى تائب، لأنه لا يعرف سوى لغة الدم مهما تخفى وتوارى خلف قناع الكذب والنفاق والخداع ومهما طال الوقت. فتظل يده ملوثة بدماء الأبرياء الذى استحل دماءهم من أجل أفكاره الشيطانية.
هل تذكرون عبود الزمر..؟ وبماذا تذكرونه؟.. نعم هو هذا الإرهابى الذى الذى شارك فى قتل الرئيس الراحل أنور السادات فى احتفالات مصر بالذكرى الثامنة بنصر السادس من أكتوبر فى عام 1981 وغاب فى غياهب السجن أكثر من ثلاثين عاما، ثم عاد فى أسوأ فترة سياسية تمر بها مصر وهى فترة إخوان الظلام وتوصيفه بالقيادى فى «الجماعة الإسلامية». قاتل السادات يعود الآن من جديد ليهاجم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وينتقد القيادة المصرية لأنها أطلقت اسمه على حاملة المروحيات «الميسترال». لأن اسم عبدالناصر يذكر الإرهابى قاتل السادات بغزو الأراضى المصرية عام 56 ويونيو 67. ويذكره أيضا «بالحقبة الاستبدادية والدولة البوليسية والانقلاب على الرئيس الوطنى محمد نجيب».
هكذا تجرأ القتلة على مهاجمة الزعماء.. ولم لا فقد حكم مصر من حاولوا قتل عبدالناصر نفسه فى ميدان المنشية. عبود الزمر ابن قرية ناهيا، نسى أنه لولا عبدالناصر وثورته الاجتماعية ما استطاع أن يلتحق بالكلية الحربية عام 65 ويتخرج فيها بعد عامين عقب نكسة يونيو وكان من بين دفعته الفريق سامى عنان رئيس الأركان الأسبق. وفى عهد عبدالناصر يلتحق الضابط عبود الزمر بشعبة الاستطلاع بالمخابرات وشارك العمليات خلف خطوط العدو بحرب الاستنزاف، وشارك فى حرب أكتوبر 1973 وحصل على ترقية استثنائية فى ميدان القتال أثناء حرب 1973 حيث رقى إلى رتبة نقيب لجهوده فى الحرب، كما حصل على دورات متخصصة منها فرقة الصاعقة وفرقة المظلات وفرقة رؤساء استطلاع اللواءات.
وفى عام 1978 حصل الزمر على درع القوات المسلحة والمركز الأول فى تدريبات الجيش المصرى وشهادة تقدير من إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع وكان وقتها برتبة رائد.
عبود الزمر مثل غيره من الجاحدين وناكرى المعروف لمن انحاز لهم وضحى من أجلهم ليدخلوا الجامعات والكليات العسكرية ويحصلوا على أعلى الأوسمة والنياشين، وهذا هو التاريخ الذى نساه عبود بعد تورطه فى الإرهاب والتطرف والاشتراك فى جماعة وتنظيم إرهابى لقتل السادات وقلب نظام الحكم. دخل عبود الزمر الحركة الإسلامية عام 1979 عن طريق الإرهابى الهارب الآخر ابن عمه وابن خالته طارق الزمر شقيق زوجته أم الهيثم وبدأ رحلة التدين من مسجد أنس بن مالك بالمهندسين وتأثر كثيرا بخطب الشيخ إبراهيم عزت زعيم جماعة التبليغ والدعوة فى مصر وقتها. قاد محاولة فاشلة لاغتيال السادات فى المنصورة أثناء زيارة السادات لها، وهى المحاولة الفاشلة الثانية التى خطط لها بعد أن كان قد خطط من قبل لاغتياله فى استراحته بالقناطر، ولكنه أدرك أنها لن تنجح قبل أن يفكر فى تنفيذها. حكم عليه بالسجن حوالى 30 عاما لكن بعد ثورة الشباب فى 25 يناير أفرج عنه المجلس العسكرى ومعه ابن عمه طارق و60 سجينا آخر من نفس التنظيم الإرهابى. وخرج من السجن «بطلا شعبيا وإعلاميا» واستضافته كثيرا من البرامج التى كنا نحترمها وكأنه نيلسون مانديلا الثائر الجنوب إفريقى لكن شتان الفارق بين قاتل ومناضل..!
السؤال اللغز حتى الآن هو، هل قامت ثورة الشباب فى 25 يناير لكى يركبها الإرهابيون أمثال عبود وطارق الزمر وجماعة الإخوان. عموما فليمت الأخ عبود- وهو فى أرذل العمر69 عاما- بغيظه وبإرهابه فالميسترال حاملة الطائرات ستظل تحمل اسم الزعيم وحبيب الملايين جمال عبدالناصر. وننتظر رد فعله على إطلاق اسم السادات - الذى قتله بدم بارد - على الميسترال الأخرى فى سبتمبر المقبل. فى الأخير لن تنسى ذاكرة الشعب المصرى أن عبود الزمر هو قاتل السادات ولن يعاملوه بأكثر من ذلك رغم حفلة النفاق الإعلامى التى استقبلته استقبال الأبطال.
يقول أحد الشعراء: لا تأسفن على غدر الزمان لطالما... رقصت على جثث الأسود كلاب لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها... تبقى الأسود أسودا والكلاب كلاب.